فى أمسية إعلامية تربوية مزجت بين الماضي والحاضر كان حضورها مبهجاً وأطروحاتها مميزة وبحضور القيادات الكشفية ورجال الاعلام التقى كشافة شباب مكة المكرمة مع الاعلامي القدير الصحفي المعروف فى صحيفة المدينة وقاري هيئة كبار العلماء بالمسجد الحرام محمد رابع سليمان ، وبرعاية من التربوي القدير الأستاذ منصور شعيب الدقاق الذى أستضاف اللقاء فى داره العامر ، وتميز اللقاء بالبساطة والحميمية والأخوية وكانت فرصة للقاء بعض الزملاء الذين باعدت بينهم المسافات لظروف الحياة خاصة بعد ترك العمل الوظيفي الذى كان يجمعهم تحت سقف واحد
وكان خير بداية للقاء تلاوة آيات من الذكر الحكيم ، ثم القى القائد الكشفي الاستاذ عبد الله أيوب طبل كلمة رحب فيها بالحضور وعبر عن سعادته البالغة بالمشاركة فى لقاء إعلامي يستضيف إعلامي كبير كنا نقرأ ما يسطره قلمه منذ عقود وقال طبل الشعور لا يمكن وصفه وانا اتواجد مساء اليوم مع نخبة متميزة من زملائي والقيادات الكشفية في ديوانية المربى الأستاذ منصور شعيب الذي استضاف اللقاء ضمن سلسلة اللقاءات الكشفية وشكر القائد الكشفي عثمان مدني على تنظيم هذا اللقاء المبارك وقال أحرص دائماً على المشاركة فى نشاطات كشافة شباب مكة لأنها علمية ومميزة ..ولابد أن نشيد بما يقدمه كشافة شباب مكة فى خدمة المجتمع وقاصدي وحجاج بيت الله الحرام ..
ثم تناول الحديث الصحفي الأستاذ محمد رابع سليمان وقال : أحمد الله تعالى الذى هيأ هذا اللقاء بأساتذته وزملائي وأبنائي كشافة شباب مكة المكرمة الذى لهم بصمة فى كل محفل بمكة المكرمة وفي خدمة قاصدي وحجاج بيت الله الحرام وأسأل الله لهم المزيد من العون والتوفيق .
وقال أبا صالح : بما أن اللقاء حوارى عن الاعلام والصحافة مع مجموعة من الشباب الطموحين فى دخول هذا المجال فحرى بي أن أكون مستمع لأسئلتهم واستفساراتهم والرد عليها لتتحقق الفائدة أفضل من ان أتحدث عن شخصي وقوبلت هذه المقدمة بالترحيب من الحضور خاصة وأن معظم الشباب ممن التحق بمجال الاعلام والذي يعشق الاعلام لا بد أن يتحلى بالأخلاق والصدق والأمانة وقبل ذلك مخافة الله وان يؤدي العمل الصحفي بإخلاص ونقل الخبر بمصداقية من مصدر موثوق وبذلك يسير فى الطريق الصحيح إن شاء الله ..
بدايتي كانت عبر صفحة القراء الرياضية فى عكاظ والصدق سر نجاحي
ثم بدأ شباب الكشافة طرح أسئلتهم بسؤال حول بداية الصحفي الأستاذ محمد رابع سليمان فقال بدايتى فى الصحافة والإعلام كانت عبر صفحة القراء الرياضية فى صحيفة عكاظ وكنت أكتب المقال فى البيت وأذهب الى مكتب البريد فى حي المسفلة لشراء الطابع البريدي ولزقه فى الظرف وإرسال الى مكتب الصحيفة بجدة ومن ثّم اتابع الصحيفة حتى نشر المقال .. وبعدها انتقلت للكتابة في القسم الرياضي بصحيفة المدينة بناء على اقتراح من الزميل القدير الأستاذ عثمان أبو بكر مالي وفى نفس الفترة كان هناك كتاب مبتدئين فى الساحة مثلى هما الزميلان محمود ابراهيم تراوري (القاص المعروف) وعادل عبدالله قاضي ، وكان بيننا تنافس كبير وشريف وكنا نحفز بعضنا البعض وهذا التنافس ساهم فى صناعة الصحفي محمد رابع
موادي الصحفية كانت ترسل عبر الزميل “مالي”
وأشار أنه في بداية التحول كان يسلم مقالاته للزميل عثمان مالي وكان يشرف على صفحة فى صحيفة “الملاعب الرياضية” وهو يتولى ارسال المقال إلى صحيفة المدينة ، وفي احدى المرات تأخرت في تسليم المقال مما اضطر الزميل “مالي” للحضور إلى منزلي يسأل عن المقال ، ومع استمراري في الكتابة خصص له رئيس التحرير الأستاذ عبدالعزيز شرقي صفحة كاملة أكتب فيها ما أشاء أسبوعيا ..
عملت في تغطية الاخبار الرياضية نحو 8 سنوات
وقال “رابع ”استمريت في تغطية الاخبار الرياضية والكتابة في الشأن الرياضي نحو 7 او 8 سنوات ، وعند تعيين مدير لمكتب الصحيفة في مكة وهو الأستاذ حسين بن حسين اليامي –رحمه الله – أشار الى بترك المجال الرياضي والتحول إلى الكتابة في المجال الاجتماعي والشرعي كونى من حفظة القرآن الكريم وأجالس المشايخ فى المسجد الحرام فأخذت بنصيحته واتجهت للعمل في المجال الاجتماعي والمحلي والشرعي .. وكنت أنشر دروس سماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان(رحمه الله) فى صفحة كاملة أسبوعياً بصحيفة (المدينة) الى جانب فتاوي الشيخ اللحيدان وسماحة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وسماحة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان (أطال الله فى عمره)
اخباري في البداية تعتريها تعديلات المسؤولين 1100ريال اول مكافاة
وقال “رابع” أنه في بدايات كتابتي للأخبار الاجتماعية والمحلية كانت أخباري تخضع لتعديلات كثيرة من المسؤولين والقائمين على الصحيفة كونها تحمل طابع الكتابة الرياضية في تحريرها .. واستفدت كثيراً فى تلك المرحلة ” وكنا نقدم الكثير من التضحيات من أجل العمل في ميدان الصحافة وكنا تقضى أوقات طويلة تمتد من الصباح وحتى المساء وبدون مقابل لفترة لا تقل عن 7 سنوات ، بعدها رفع مدير المكتب وهو الأستاذ حسين بن حسين اليامي –رحمه الله – طلب صرف مكافاة لي على ان تصرف باثر رجعي 3 اشهر ، وكانت أول مكافاة تسلمتها “1100” ريال ” وكانت فرحتي لا توصف بتلك المكافأة وأخبرت والدى – حمه الله وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة- بالخبر وكانت سعادته لا توصف ودعا لى بالتوفيق .. وكان أثر دعاء الوالدين يلازمني فى مسيرة حياتى حتى الآن وبفضل الله أوصاني والدى بالدعاء لأبنائي بالهداية والصلاح وبفضل الله متمسك بهذه الوصية وأدعو لأبناني وأبناء المسلمين بالهداية والصلاح والتوفيق فى مسيرتهم ..
وقال “رابع” مشواري في عالم الصحافة استمر وقتا طويلا حققت خلاله الكثير من المنجزات على مستوى المملكة وعلى مستوى وزارتي الحج ، والاعلام ” ابرزها الفوز بجائزة أفضل عمل صحي
وأوضح “رابع” أنه في الاعلام استطاع بناء نفسه بالجد والاجتهاد وتطوير الذات بالقراءة والاطلاع ومتابعة وسائل الاعلام خصوصا الصحف ، والتجارب السابقة في التلفزيون ، والإذاعة ، وملازمتي لهيئة كبار العلماء في المسجد الحرام وتولي التقديم في إذاعة الحرم لأكثر من 30 عاما ، والإعلامي الناجح يجب أن يملك المقدرة في تحرير الاخبار ، والتقديم عبر الإذاعة والتلفزيون
وحول متطلبات من يرغب العمل في ميدان الاعلام خصوصا الصحافة قال “رابع” : من أراد العمل في مجال الاعلام يجب أن يكون صادق من الله ، ثم مع نفسه ، ولديه الحرص على القراء والاطلاع ، والسعي إلى الاستفادة من خبرات الاخرين ” والاعلام ساحة كبيرة فيها الكثير خصوصا في الفترة الحالية مع الإعلام الجديد …
كنت أتمنى أن أكون معلما للقرآن الكريم
وحول سؤال لولم تكن صحفياً ماذا تتمنى ان تكون قال مارست مهنة التعليم منذ بداية حياتى من خلال تدريس الطلاب فى فترة الاختبارات بحكم كنت من المتفوقين دراسياً ودائماً ترتيبي من العشرة الأوائل وأكرمني الله بالمشاركة فى تدريس القرآن الكريم بحلقات تصحيح التلاوة بالمسجد الحرام وأكثر مهنة أجد فيها نفسي هى التعليم ولم أكن فى الصحافة لاخترت التعليم وخاصة تعليم القرآن الكريم لندخل بإذن الله فى قول المصطفى صلى الله عليه وسلم(خيركم من تعلم القرآن وعلمه)
ورداً على سؤال حول أهمية الموهبة فيمن يرغب العمل في مجال الاعلام أكد “رابع” أن الموهبة أساس النجاح في العمل الاعلام مشيرا إلى وجود كم هائل من الناجحين في مجال الاعلام لم يتخصصوا علميا في هذا المجال وقال ” عملت في هذا محال الاعلام في الصحافة والإذاعة والتلفزيون وانا لم ادرس الاعلام وانما بالموهبة ”
الصحافة الورقية تراجعت وستبقى ولن تختفى لأنها مثل صكوك الملكية
وحول الصراع بين الصحافة الالكترونية والصحافة الورقية الان أكد “رابع ” أن الوضع الان اختلف تماما وبدات الكفة ترجح لصالح الصحف الالكترونية أكثر من ذي قبل ، ولكن تظل حاجة المجتمع قائمة للصحافة الورقية واستمرار ذلك رغم المغريات والتطورات في الاعلام الجديد
وحول لقب “اعلامي” واطلاقه على العاملين في مجال الاعلام أكد “رابع” أن من المفترض أن لا يطلق هذا اللقب إلا على من عمل في مجال الاعلام ميدانيا واداريا والممارسة الحقيقة هي التي تصنع الإعلامي ” مطالبا الشباب بالجد والاجتهاد والمثابرة والدراسة والعمل في الاعلام بقدر مواهبهم ورغباتهم ، وضرورة الاستفادة من الفرص المتاحة في الصحف الالكترونية والسعي إلى ممارسة العمل الاعلامي ميدانيا،
ورداً على سؤال حول قصة ملازمة أعضاء هيئة كبار العلماء والمشايخ وأئمة المسجد الحرام قال “رابع” : قصة مرافقتي للعلماء والمشايخ يحتاج سردها إلى كتب ومجلدات وندوات ” ،وان شاء الله سيكون هناك اعداد لمجموعة فتاوى الشيخ صالح اللحيدان – رحمه الله – الذي رافقته لأكثر من ثلاثة عقود وسوف أسرد ذلك فى كتاب إن شاء الله فى الوقت المناسب إذا كتب الله لنا البقاء فى الحياة ،
لم يسلك أحد في ابنائي طريق الاعلام
وحول رأيه فى أن يعمل الإبن فى مهنة والده قال الأفضل لكل اين ان يختار التخصص المناسب له وليس بالضرورة ان يسلك مسلك والده وبالنسبة لأبنائي تركت لهم حرية اختيار المجال الذى يجدون أنفسهم فيه .. عندي أحدهم طبيب الان ، والأخر اختار الصيدلة، وانا أرى انه طالما ليس لديهم رغبه في هذا المجال فلهم مطلق الحرية وانا لا أشجع ابنائي في العمل الاعلامي ..
وحول علاقته بقائد الفرقة الأستاذ عثمان مدني وتتلمذه على يديه أوضح “رابع” ان هناك صلة قرابة تربطه ب“مدني” وله مواقف كثيرة تذكر فتشكر ، وأذكر احدها أنمى كلفت ذات مرة بتولي مسؤولية المركز الاعلام للتوعية الإسلامية بالحج وطلب منى تكوين فريق عمل فاخترت مجموعة من الزملاء من ضمنهم الأخ عثمان مدني وكنت أوكد عليه بضرورة الاستفادة من الوقت الذى نعمل فيه سوياً لأنني سوف أقدم له كل خبراتي بدون تردد وهذا وقت ثمين جداً نجتمع فيه فى مكان واحد للعمل الصحفي المكلفين به
وأكد ضيف الأمسية الرائد الكشفي عبدالله طبل تعلقه بالصحف الورقية ، واستمرار اشتراكه والحرص على قراءته
فيما أكد الرائد حسين سهل أن الصحف الالكترونية باتت أكثر تأثيرا لسرعتها ، مشيرا إلى إيجابية الصحف الالكترونية
وايد “رابع” ما ذهب اليه “سهل” مؤكدا أنهم في الصحيفة ينشرون عبر الموقع الالكتروني للصحيفة قبل النسر في النسخة الورقية
مدني : محمد رابع .. كان موجها وأخا لنا منذ الطفولة
ومن جانبه أكد مشرف عام الفرقة الأستاذ عثمان مدني أن ضيفهم الأستاذ محمد رابع سليمان كان موجها واخا اكبر له منذ طفولته ، ومعلما وموجها له في مجال الصحافة وفي حياته عامة
وذكر “مدني” انه في ذات مرة حرر خبرا عن نادي الوحدة في بداياته فتواصل معه ووجه توجيها أصبح قاعدة في حياته المهنية في عالم الصحافة ، مشيرا انه كان سندا له خصوصا بعد فقد والديه
وتحدث “مدني” عن مشواره الكشفي والصحفي الذي امتد لأكثر من 3 عقود وعلاقته بعدد من القادة والرواد ، مقدما شكره وتقديره لضيوف الأمسية الرائد حسين سهل ، والرائد عبدالله طبل ، والرائد عبدالحفيظ عارف ، ولمستضيفهم المربي الفاضل منصور شعيب
الاركاني : “أبا صالح ” يعد محركا للصحافة الميدانية بمكة
وفى مداخلة للزميل الصحفي محمد الاركاني ” صحفي جريدة البلاد سابقاً ” قال : ان الإنسان يجد الحرج عندما يتحدث عن الزميل محمد رابع فهو لكا صراحة أستاذ الاعلام الميداني ومثال للصحفي المثابر الذي يعد محركا للصحافة الميدانية في مكة
وأشار “الاركاني” أنه تعلم كثيرا من “ابا صالح” خلال مشواره الإعلامي والذي يمثل نموذجا للصحفي عبر صحيفة المدينة ، وذكر الاركاني قصة نائب رئيس الهيئة العام للأرصاد صاحب السمو الأمير خالد بن سعود عندما كان يرافقه خلال أدائه مناسك الحج وكان سموه يحتاج الى الإجابة عن بعض الأمور الشرعية المتعلقة بمناسك الحج فأخبرته بأن الأستاذ محمد رابع طالب علم فى المسجد الحرام منذ سنوات طويلة وملازم لأعضاء هيئة كبار العلماء فى المسجد الحرام وكان الزميل محمد رابع محل الثقة حيث أجاب عن جميع استفسارات سمو الأمير خالد بن سعود ومنذ ذلك الوقت وسموه يسال بين فترة وأخرى عن الزميل محمد رابع سليمان ..
وفي نهاية الأمسية قدم المعلم التربوي منصور شعيب الدقاق كلمة شكر فيها الجميع من القيادات الكشفية والإعلامي محمد رابع وشباب الكشافة على حضورهم هذا اللقاء المميز متمنيا لهم مزيدا من النجاحات في مجال عملهم ، بعد ذلك تم تكريم خاص للزميل الاعلامي محمد رابع سليمان بهذه المناسبة ، وقدم الإعلامي محمد رابع شكره وتقديره للمنظمين لهذا اللقاء الذى وصفه بالمميز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كواليس الأمسية :
- الأمين العام المساعد للاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات الرائد الكشفي حسن سهل تحدث عن هذه المناسبة وقدم نبذة مختصرة عن إنجازات الكشافة وهم رجال المستقبل باذن الله .
- رواد الكشافة الذين شاركوا اللقاء كل عبد الحفيظ عارف ، واسعد النجار ، وعبد المؤمن شعيب وعبد الله طبل ، وأثرو اللقاء بمداخلات وكلمات رائعة
- مداخلة القائد الكشفي الإعلامي عثمان مدني استرجع فيها ذكريات الماضي مع الإعلامي محمد رابع فى تقديم النصح والإرشاد بطريقة نصح الأب لأبنائه ووصف مدني “أبا صالح” بأستاذ الاعلام للجيل الحالة والقادم .
- قدم اللقاء الجوال صلاح حسن سقطي الذي ابدع في التقديم ونال استحسان الحضور
- وفي ختام الأمسية قلد الأمين العام المساعد للاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات مستضيفهم المربي الفاضل منصور شعيب منديل جمعية الكشافة ، كما قلد الإعلامي الأستاذ محمد رابع سليمان منديل جمعية الكشافة .