*وأنا اقلب الصفحات قارئا لدول استقلت حديثا ، توقفت أمام جمهورية أذربيجان التي تأسست في 28 مايو عام 1918 كأول دولة ديمقراطية وقانونية وعلمانية ، وفي 18 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1991 استعادت أذربيجان استقلالها ، ليعود في عام 1993 ليعود كذلك حيدر علييف بناء على طلب الشعب إلى السلطة السياسية في أذربيجان ، ويعمل على إنقاذ أذربيجان في السنوات الأولى بعد الاستقلال من التفكك والانقلابات والتعسف، ومنح الشعب حياة جديدة ومزدهرة .
واعترفت المملكة العربية السعودية باستقلال جمهورية أذربيجان في 30 ديسمبر 1991، وتم بناء علاقات دبلوماسية بين البلدين في 24 فبراير 1992 وزار وزير الخارجية الأذربيجاني المملكة العربية السعودية عام 1992، لتبدأ بعدها السفارة الاذربيجانية في المملكة العربية السعودية العمل في شهر أبريل عام 1994 ، واعتمد السفير السعودي في تركيا قائمًا بأعمال سفارة بلاده في أذربيجان في 21 نوفمبر 1994، وافتتحت السفارة السعودية في أذربيجان في شهر يونيو عام 1999.
ومع هذه البدايات أخذت العلاقات السعودية ــ الأذربيجانية تنمو عاما تلو آخر ، فبعد الاعتراف باستقلال جمهورية أذربيجان ، وإنشاء علاقات دبلوماسية بين البلدين ، وفتح السفارة الأذربيجانية في السعودية في ابريل ١٩٩٤ ، وبدأت عملية دعم اللاجئين الأذربيجان بالأدوية والمساعدات الإنسانية ضمن برنامج الملك فهد للمساعدات خلال الفترة من 1994 ــ 1999 ، وأرسلت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في يناير 2000 مساعدات بقيمة 957,385 ريال سعودي .
وساهمت المملكة العربية السعودية في معاهدة القرن التي تم التوقيع عليها في 20 سبتمبر 1994. تملك شركة ديلتا هيس السعودية 2.72% من الحصص في معاهدة القرن. وفي عام 2005 تم التوقيع على اتفاقية القروض بين البلدين بقيمة 18 مليون دولار حول تمويل مشروع إنشاء قناة ولولتشاي - تاختاكوربو مع صندوق التنمية للمملكة العربية السعودية واتفاقية حول ترويج الاستثمارات وحمايتها المشتركة بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية أذربيجان ، وأصدر صندوق التنمية السعودي في 28 ديسمبر 2002 قرارا عن تخصيص قروض بقيمة 35.7 مليون ريال إلى الحكومة الاذربيجانية بغرض تحقيق مشاريع الإنشاء في مباني المدارس الثانوية بمدينة باكو. قامت الحكومة السعودية في 1 فبراير 2006 بتخصيص أموال بقيمة 50 الف دولار لتحقيق مشروع إزالة الألغام والذخائر القتالية في أراضي مقاطعتي ترتر وأغستافا باذربيجان ، فيما خصصت المملكة العربية السعودية عام 2009 قروضا بحجم 25 مليون دولار لإعادة إنشاء وتوسيع نظام التموين بالمياه والصرف بابشيرون.
وفي ديسمبر 2022 وقّع اتحاد الغرف السعودية، ووكالة تنمية الأعمال الصغيرة والمتوسطة في أذربيجان، على هامش أعمال الدورة السابعة للجنة السعودية الأذربيجانية المشتركة المنعقدة بالعاصمة باكو، اتفاقية لتأسيس مجلس أعمال سعودي أذربيجاني مشترك.
وتعكس الاتفاقية رغبة البلدين وقطاعي الأعمال، في الارتقاء بحجم التبادلات التجارية والاستثمارية، حيث سيضطلع مجلس الأعمال المشترك بالعديد من الأنشطة التجارية والترويجية بشكل منهجي في مجال تعزيز وتوسيع التجارة والتعاون الاقتصادي الأذربيجاني السعودي، كما سيوفر منصة لرجال الأعمال السعوديين والأذربيجانيين للتعريف والترويج لأنشطتهم وإقامة شراكات تجارية ، وفتح مجالات نوعية جديدة للتعاون الاقتصادي وتسهيل التفاعل المستمر بين قطاعي الأعمال السعودي والأذربيجاني والعمل على إزالة التحديات والمعوقات، فضلا عن تبادل المعلومات عن الأسواق والفرص الاستثمارية المتاحة، وتمكين الشراكات التجارية والاستثمارية، وتقديم التوصيات للجهات المختصة في البلدين لتحسين العلاقات الاقتصادية، وتشجيع المشاركة في المعارض والمنتديات وتبادل الزيارات والوفود التجارية.
ونصَّت الاتفاقية على أن يتكوَّن مجلس الأعمال من ممثلين من أصحاب الأعمال السعوديين والأذربيجانيين المهتمين بالاستثمار والتجارة، ويعقد المجلس اجتماعات دورية في الرياض وباكو تُناقش من خلالها فرص التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.
وبرز ارتفاع حجم التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية وأذربيجان حيث بلغ في عام 2020 ( 13.4 ) مليون دولار ، بينما بلغ في الأشهر العشرة الأولى من عام 2021 ( 15.7 ) مليون دولار .
وحجم التجارة لا يعبر عن مستوى العلاقة كما قال نائب وزير الخارجية الأذربيجاني لـصحيفة «الشرق الأوسط» السعودية في ديسمبر 2023 بعد اجتماعه مع نائب وزير الخارجية السعودي الوليد بن عبد الكريم الخريجي، إذ أوضح قائلا : «من وجهة نظري، حجم التبادل التجاري لا يعبِّر عن مستوى علاقتنا، فنحن نتحدث عن 26 مليون دولار سنوياً لحجم التجارة، وهو بالطبع عند المستوى المرغوب، ولكن في السنوات القليلة الماضية، تزايد التعاون الاستثماري بثبات».
وأضاف رفييف: «من وجهة نظري، حجم التبادل التجاري لا يعبِّر عن مستوى علاقتنا، فنحن نتحدث عن 26 مليون دولار سنوياً لحجم التجارة، وهو بالطبع عند المستوى المرغوب، ولكن في السنوات القليلة الماضية، تزايد التعاون الاستثماري بثبات».
وزاد رفييف: «إن شركة (أكواباور) السعودية تستثمر في قطاع طاقة الرياح بأذربيجان في عام 2025، وسنفتتح مشروعاً بمحطة طاقة باستثمار الطاقة الصغيرة، وهناك أيضاً بعض المبادرات الأخرى بمشاركة هذه الشركة في أذربيجان بشكل رئيسي في مجال الطاقة».
وفي مايو 2023 وقعت المملكة العربية السعودية وأذربيجان اتفاقية تعاون في مجال الطاقة بين حكومتي البلدين، وتشمل الاتفاقية تشجيع التعاون في مجالات البترول، والبتروكيميائيات، والغاز، والكهرباء، والطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة، وتطوير التعاون في مجال الاقتصاد الدائري للكربون وتقنياته التي تستهدف الحد من آثار تغير المناخ.
وتتضمن التعاون في تطوير الاستخدامات المبتكرة للمواد الهيدروكربونية في قطاعات مختلفة، وإجراء البحوث المشتركة مع الجامعات والمراكز البحثية، وتبادل الخبرات والمعلومات ذات الصلة بمجال الطاقة.
وفي المجال السياحي أصبح أذربيجان واحدة من الدول السياحية التي يقصدها السعوديون ، فقد بلغ عدد الزوار القادمين من المملكة العربية السعودية الى أذربيجان شهر ابريل 2023 زيادة بقدر 3 مرات مقارنة بالفترة ذاته للعام الماضي ، ووفق تقديرات فترة الأشهر الأربعة الأولى لعام 2023، فإن المملكة العربية السعودية تحتل المركز العاشر من حيث عدد السياح القادمين الى أذربيجان ، إذ بلغ عدد السعوديون ( 96231 ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*هذا لاقمال نشر في الصحف والمواقع في اذربيجان بقلم الكاتب