في كل عام، تُسخّر المملكة العربية السعودية كافة طاقاتها لاستقبال ضيوف الرحمن من مختلف أنحاء العالم، وتُعد وزارة النقل والخدمات اللوجستية أحد أبرز الأعمدة التي تعتمد عليها الدولة في هذا الموسم الاستثنائي. بخطط مدروسة، وتنظيم محكم، وإشراف مباشر، تؤدي الوزارة دورًا حيويًا لضمان انسيابية التنقل، وسلامة الحجاج، وراحتهم منذ وصولهم إلى المملكة وحتى مغادرتهم.
تبدأ الرحلة من الجو، حيث تُشرف الوزارة على تجهيز ستة مطارات رئيسية لاستقبال أفواج الحجاج، في مقدمتها مطار الملك عبدالعزيز بجدة ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة. أكثر من 3 ملايين مقعد تُوفَّر على الرحلات المجدولة والعارضة، مع حرص بالغ على تطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة
ولم تقف الجهود عند النقل فقط، بل أطلقت الوزارة خدمات مبتكرة مثل "مسافر بلا حقيبة"، لتسهيل إجراءات السفر وتسريعها، ولتجنيب الحجاج عناء حمل الأمتعة بين المدن والمشاعر.
على الأرض، تتكامل الجهود من خلال توفير أكثر من 25,000 حافلة، و9,000 سيارة أجرة، مخصصة لنقل الحجاج بين المدن والمشاعر.
وتُتابع فرق الإشراف الميداني عملها بدقة، عبر نشر 180 مشرفًا في 20 موقعًا حيويًا لضمان التزام شركات النقل بمعايير السلامة، وجودة الخدمة، واحترام الجدول الزمني.
أما قطارات الحرمين والمشاعر، فقد أصبحت خيارًا مثاليًا لنقل ملايين الحجاج بسرعة وكفاءة. قطار الحرمين السريع، بسرعة تصل إلى 300 كلم/ساعة، يربط مكة بالمدينة، ويقل الحجاج في رحلات مريحة وآمنة.
وفي داخل المشاعر، فيتولى قطار المشاعر نقل الحجاج بين منى، مزدلفة، وعرفات بأكثر من 2,000 رحلة منظمة، تسهم في تخفيف الزحام، وتقليل الاعتماد على الحافلات.
لم تنس الوزارة الحجاج القادمين بحرًا، حيث جُهز ميناء جدة الإسلامي لاستقبال ما يقارب 5,000 حاج، وسط تنظيم دقيق وسرعة في إجراءات الدخول، وخدمات لوجستية متكاملة.
قبل أن تطأ أقدام الحجاج أرض المشاعر، كانت فرق الوزارة قد أنهت صيانة أكثر من 7,400 كلم من الطرق، إضافة إلى فحص 247 جسرًا لضمان سلامتها
ولمتابعة الطرق ميدانيًا، شغّلت الوزارة أكثر من 300 مراقب، مدعومين بـ 20 تقنية متقدمة في الرصد والمتابعة، لتأمين الطريق في جميع الأوقات.
في الخلفية، تعمل منظومة الخدمات اللوجستية على مدار الساعة. حيث يقوم البريد السعودي "سبل" بدور محوري في نقل الطرود والوثائق، بما في ذلك المواد الطبية والبيولوجية، بالإضافة إلى تشغيل 57 منفذ بيع لتلبية احتياجات الحجاج.
بأداء احترافي، وتخطيط دقيق، وتقنيات حديثة، تؤكد وزارة النقل والخدمات اللوجستية عامًا بعد عام أنها ركيزة أساسية في نجاح موسم الحج.
إنها ليست مجرد جهة إشرافية على وسائل النقل، بل شريك رئيسي في تقديم خدمة تليق بضيوف الرحمن، وتسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي وضعت راحة الحجاج وسلامتهم على رأس أولوياتها.





