الليلة ليلة حزينة خيّمت على محبي نادي الوحدة، العريق في تاريخه، العميق في جذوره، حين تأكد هبوط الفريق إلى دوري الدرجة الأولى. لحظة صعبة لا تقاس بنتيجة مباراة، بل بانكسار حلم، واهتزاز هوية نادٍ ظل لعقود رمزًا للرياضة في مكة المكرمة، وعنوانًا للفخر والانتماء لدى عشاقه.
الوحدة ليس مجرد نادٍ رياضي، بل هو ذاكرة مدينة، وسجل ناصع من التاريخ الكروي في المملكة. اسمه كُتب ذات يوم بين الكبار، بصوت الجمهور المخلص، وبعرق نجوم مرّوا من هنا، جعلوه مدرسة كروية ومصدر إلهام.
لكن اليوم، ينكسر هذا المجد، ليس فقط لسوء النتائج، بل لأن التراكمات الإدارية، وغياب الرؤية، وقصور التعامل مع الأزمات، ألقوا بالنادي إلى مصير لم يكن يليق به.
ومع الهبوط، نخسر أكثر من مجرد وجود في "دوري المحترفين". نخسر فرصة ثمينة لتخصيص النادي بشكل نموذجي، كما كانت الآمال معلقة. نخسر زخم الاستثمار، وعيون الداعمين، ونخسر حضور الوحدة بين الأندية المؤثرة، حيث يجب أن يكون.
ولا يخفى على أحد أن دوري الدرجة الأولى ليس طريقًا مفروشًا بالورود، بل مسار صعب ومرهق، مليء بالتحديات والمباريات الشرسة، التي تتطلب إعدادًا مضاعفًا، وجهدًا مختلفًا، وعقلاً إداريًا شجاعًا قادرًا على صناعة الفارق من أول لحظة.
وهنا، نوجه النداء الصادق إلى أهل مكة، إلى جماهير الوحدة الأوفياء، إلى كل من عشق "الأحمر الوحداوي"، أن يقفوا وقفة رجل واحد، وقفة وفاء وصدق، خلف ناديهم. فالعودة ليست مستحيلة، لكنها بحاجة إلى دعم لا يتوقف، وحضور لا يغيب، وإيمان بأن الوحدة لا يليق به إلا مكانه الطبيعي بين الكبار.
الوحدة سيعود... إذا عاد الحب الحقيقي، والوفاء العميق، والعزم الجاد.
فلا تتركوا الوحدة وحيدًا في لحظة السقوط، بل اجعلوا من هذه الكبوة بداية لعودة تاريخية... تعيد للنادي هيبته، ولمكة فخرها الرياضي الأصيل.



