صَلَاةُ الفَجْرِ لَهَا فَضْلٌ عَظِيمٌ عَلَى سَائِرِ الصَّلَوَاتِ،قَالَ تَعَالَى:﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾.
وَقَدْ وَرَدَتْ أَحَادِيثُ دَالَّةٌ عَلَى ذَلِكَ، مِنْهَا:
عَنْ جُندُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَثْقَلُ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ وَصَلَاةُ الفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا».
وَيَوْمُ الجُمُعَةِ يَوْمٌ عَظِيمٌ، وَهُوَ أَفْضَلُ الأَيَّامِ، وَقَدِ اخْتَصَّهُ اللهُ بِالفَضَائِلِ وَالخَصَائِصِ عَنْ سَائِرِ الأَيَّامِ.
وَفِي يَوْمِ الجُمُعَةِ يَعْظُمُ الأَجْرُ، وَمِمَّا يَغْفُلُ عَنْهُ بَعْضُ النَّاسِ حُضُورُ صَلَاةِ الفَجْرِ فِيهِ.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ عِنْدَ اللهِ صَلَاةُ الصُّبْحِ يَوْمَ الجُمُعَةِ فِي جَمَاعَةٍ» رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ.
دَلَّ هَذَا الحَدِيثُ عَلَى أَنَّ اللهَ قَدْ شَرَعَ لِعِبَادِهِ حُضُورَ صَلَاةِ الفَجْرِ يَوْمَ الجُمُعَةِ فِي وَقْتِهَا جَمَاعَةً.
فَعَلَى المُسْلِمِ أَنْ يَحْرِصَ عَلَى أَدَاءِ صَلَاةِ الفَجْرِ جَمَاعَةً، وَأَلَّا يُطِيلَ السَّهَرَ،وَأَنْ يَبْذُلَ الأَسْبَابَ الَّتِي تُعِينُهُ عَلَى أَدَائِهَا مَعَ الجَمَاعَةِ فِي المَسْجِدِ فِي وَقْتِهَا،لِيَتَزَوَّدَ مِنَ الخَيْرَاتِ الَّتِي مَنَحَهَا اللهُ لِعِبَادِهِ فِي هَذَا اليَوْمِ.
وَمِنْ تِلْكَ الخَيْرَاتِ صَلَاةُ الفَجْرِ، الَّتِي هِيَ أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ،وَالصَّلَاةُ فِي الجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّلَاةِ فَرْدًا، وَهَذِهِ أَفْضَلِيَّةٌ مُطْلَقَةٌ،تُفِيدُ أَنَّهَا أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ فَرِيضَةٍ.
نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَهْدِيَنَا جَمِيعًا لِمَا يُحِبُّ وَيَرْضَى.





