تحدثت أنا وخالي رحمه الله وكان محباً للقراءة عن طول أحد المقالات التي كتبها وتناقشنا كثيراً عن حشو المفردات والذي كان موجوداً في المقال فقال لي: "أستطيع أن اتحكم في طول المقال وأستطيع ان اكتب لك نفس المقال بمفردات أقل وبعبارات قصيرة مع الاحتفاظ بالمحتوى الموجود بالمقال المطول " قلت له: وكيف تستطيع ذلك؟ قال: "بكثرة القراءة وبكثرة التمرس على الكتابة تمتلك من المفردات التي تستطيع بها إيصال المعنى المراد والتعبير عما تريد بأقصر الطرق من خلال عبارات بسيطة " وهذي هي فكرة المقال أو ما يسمى بالعمود الصحفي، فالمقال كان يقرأ له كبار المسؤولين ويهتمون بالمحتوى وبل هناك كتّاب كثر يشار إليهم بالبنان يحرص القارئ والمسؤول على تتبع كتاباتهم والاستفادة من آراءهم وربما من خلال ما يطرح في المقال الصحفي يتم حل بعض المشكلات ، أصبح المقال أشبه بالحاجة الملحة في كل صحيفة وكان للمقال ركن أساسي في الصحيفة وهناك بعض الكتاب يُطلب أن يكتب زاوية يومية او أسبوعية في أكثر من صحيفة، كان كاتب المقالات الصحفي له وزنه وقيمته المعتبرة عند الجميع وحتى المقابل المادي كان مجزياً، أما الآن فقد حلت وسائل التواصل الاجتماعي محل الصحيفة وحلت التغريدة مكان المقال وأصبح المقال مجرد تكملة عدد في الصحيفة بسبب عزوف الكثير عن قراءة الصحف والاتجاه الى وسائل التواصل وحتى أن كاتب العمود اختفى وأصبح متواجداً على استحياء في التويتر أو ما يسمى حديثاً بـ(إكس) وأصبح المقال مختفياً ويكاد لا يكون موجوداً في الصحف، أصبح وجود المقال في أي صحيفة اشبه بالرفاهية حيث أصبح وجوده مجرد رفاهية ليس لها أي قيمة أو أثر يذكر رغم أننا قد درسنا في الصحافة أنه شكل مهم من اشكال الكتابة الصحفية!!!!
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/articles/291347/