صدر الأمر السامي الكريم بفرض ارتداء الزي الوطني السعودي (الثوب والشماغ) على طلاب التعليم العام، ليكون خطوة مباركة نحو تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم الاعتزاز باللباس التقليدي ، هذا القرار الحكيم يأتي في وقت أصبح فيه الالتزام بالزي الوطني ضرورة لمواجهة بعض الظواهر السلبية التي انتشرت بين الشباب، سواء في المدارس أو في الأماكن العامة.
يُعدّ الثوب والشماغ رمزين من رموز الهوية السعودية، وارتداؤهما يعكس الانتماء والاعتزاز بالجذور الثقافية والتاريخية للوطن. فالتعود على هذا الزي منذ الصغر يرسّخ القيم الوطنية في نفوس الطلاب، ويعزز لديهم الشعور بالفخر بتراثهم، بدلاً من التأثر بالموضات الدخيلة التي لا تمتّ لهويتنا بصلة.
أحد أبرز الجوانب الإيجابية لهذا القرار هو الحدّ من المظاهر غير اللائقة التي باتت منتشرة في مدارسنا، حيث أصبح بعض الطلاب يرتدون أزياء غير مناسبة لا تتماشى مع قيم المجتمع السعودي. كما أن هذا القرار يسهم في ضبط المظهر العام داخل المؤسسات التعليمية، مما يعزز الجدية والاحترام في بيئة التعلم.
لم يعد مستغربًا رؤية بعض الشباب يرتدون ملابس غير ملائمة في أماكن رسمية مثل الدوائر الحكومية، والمناسبات العامة، بل وحتى في المجالس. غياب الالتزام باللباس الوطني أدى إلى تراجع ثقافة الذوق العام، وأضعف من هيبة الأماكن الرسمية، مما جعل الحاجة ملحة لاتخاذ مثل هذا القرار لإعادة الانضباط إلى المظهر العام.
خلال إقامتي في الولايات المتحدة، لاحظت أن ارتداء الزي السعودي في المناسبات والأعياد يلفت الأنظار ويفرض الإعجاب، خصوصًا من العرب والمسلمين، الذين ينظرون إليه بتقدير واعتزاز، باعتباره رمزًا للأصالة والانتماء. كثيرًا ما تلقيت إشادات من أفراد الجاليات العربية والمسلمة عند ارتدائي للثوب والشماغ، حيث عبروا عن إعجابهم بتمسكنا بهويتنا الوطنية، بل إن البعض كان يسأل عن تفاصيل هذا الزي وتاريخه بفخر واحترام. هذه التجربة أكدت لي أن ارتداء الزي الوطني ليس مجرد لباس، بل رسالة تعكس الاعتزاز بالجذور والثقافة أمام العالم.
إن فرض ارتداء الزي الوطني في المدارس هو بداية لإعادة تأصيل قيم الاعتزاز بالهوية، وهو توجه يعزز وحدة المظهر بين الطلاب، ويمنع أي مظاهر غير مناسبة قد تؤثر على ثقافة المجتمع. كما أن هذا الإجراء سيؤثر إيجابيًا على سلوك الأجيال القادمة، إذ سيتعود الطلاب منذ الصغر على احترام اللباس السعودي في كافة الأماكن والمناسبات، مما سينعكس على سلوكياتهم في المستقبل.
ختامًا، أؤكد لكم أن هذا القرار السامي يؤكد حرص القيادة الرشيدة على ترسيخ الهوية الوطنية، وخلق بيئة تعليمية منضبطة تعزز قيم الاحترام والاعتزاز بالموروث الثقافي. ومن شأن هذا التوجه أن يعيد للأزياء الوطنية مكانتها الحقيقية، ويضع حدًا للعشوائية في المظهر، ليكون الشباب السعودي قدوة في احترام الهوية الوطنية، داخل المدرسة وخارجها، وفي الداخل والخارج.
ــــــــــــــــــــ
*رئيس التحرير