من ظهران الشموخ، ومن عبق الأصالة الذي يفوح من كل زاوية في أرضها، نشأت فرقة ظهران الجنوب الشعبية أكثر من خمسين عامًا، افخر انني عضواً في الفرقة الشعبية بظهران الجنوب وحاملةً لواء الفخر والإبداع في نقل تراث الأجداد للأجيال القادمة، جيلٌ بعد جيل، ظل التراث محفوظًا، والموروث الثقافي متجذرًا، بفضل الله ثم بفضل رجالٍ نذروا أنفسهم للحفاظ عليه وصونه.
الفرقة الشعبية.. هوية ثقافية متجذرة في عمق التاريخ
أبناء محافظة ظهران الجنوب، ورجال قبائل وادعة الأبية، وكافة أبناء منطقتنا، يحملون عشقًا عميقًا لتراثهم، ويعتزون بثقافتهم وهويتهم الأصيلة، ومن بين أبرز الفنون التي تميز هذه الفرقة، اللون القزوعي الشهير الذي ينتسب إلى قبيلة آل حيان بن سالم وادعه ، كان يسمى قديماً بـ(الحياني) نسبةً لجدي حيان بن سالم، والفرقة تضم رجالًا من كافة قبائل وادعه ورجال محافظة ظهران الجنوب بدون استثناء، مما يجعلها تمثل كافة أطياف المجتمع المحلي وتُعزز من وحدة وتلاحم أبناء المحافظة وبعدها انتشر هذا اللون إلى عدة قبائل في المملكة، كما تؤدي الفرقة العديد من الألوان الأخرى مثل الزامل، المرحب، المسحوب، المجرور، الرزفة، وغيرها من الفنون الشعبية التي تُعد جزءًا من التراث الشعبي السعودي.
التراث الشعبي.. ثقافة نبيلة تستحق الفخر
تُعتبر الثقافة الشعبية جزءًا أساسيًا من هوية أي مجتمع، فهي تُجسد ملامح الحياة اليومية للأجيال السابقة، وتحمل في طياتها قيمًا وتقاليد تهدف إلى تعزيز الانتماء للوطن والحفاظ على إرث الأجداد. وهذا الموروث الشعبي الذي يعيشه أبناء المنطقة، ليس مجرد فنون وألوان تراثية فحسب، بل هو جسرٌ يربط الماضي بالحاضر، ويمنح الأجيال الجديدة فرصة للتعرف على تاريخهم العريق ومصدر فخرهم.
ويُعتبر الموروث الشعبي من أهم وسائل بناء الهوية الوطنية، فهو يمدنا بذكريات ماضٍ عزيز، ويعزز من ارتباطنا بتاريخنا وحضارتنا. نحن في فرقة ظهران الجنوب الشعبية نحمل هذا التراث بكل فخر، ونسعى جاهدين لتقديمه للأجيال القادمة بأسلوبٍ مميز يعكس جمالياته وروحانيته، ويحفظه من الزوال.
فرقة تحمل رموزًا شعرية بارزة.. فطاحلة الشعر والموروث الأصيل
لم تكن فرقة ظهران الجنوب الشعبية مجرد مجموعة تؤدي ألوان التراث، بل هي واجهة ثقافية تضم نخبة من رجال الفكر والأدب والإعلام، وشخصيات وطنية بارزة، وشعراء فطاحلة حملوا لواء الإبداع الشعري الشعبي.
رئيس الفرقة، الشاعر الكبير جبران جابر آل مسعود الوادعي، الملقب بـ(شاعر ظهران الجنوب)، هو أحد الرموز البارزة في ساحة الشعر الشعبي، والذي ساهم بشكل كبير في إحياء التراث الشعري والمحافظة عليه.
إلى جانبه، يأتي الشاعر المبدع مجثل بن سالم آل كوال الوادعي، الذي عُرف بجزالة شعره، وقوته في إبراز الموروث الثقافي الأصيل.
ولا يقتصر الأمر عليهما فقط، بل تضم الفرقة نخبة من الشعراء الفطاحلة والمبدعين، الذين أثروا المشهد الثقافي والشعبي بقصائدهم المتميزة، وإبداعهم الذي لا ينضب، وهم كُثر، ولكل واحد منهم بصمته الخاصة في مسيرة الحفاظ على هذا الإرث العظيم.
الفرقة الشعبية.. فنونٌ متوارثة وأسماءٌ صنعت مجد التراث
في فنون التزييف القزوعي، هناك نخبة من المبدعين الذين يُشهد لهم على مستوى الوطن والخليج العربي، الأخوان المبدعون: الزميل المزيف حمد علي آل متعبه، والزميل المزيف مسفر علي آل متعبه، اللذان برزا بمهارتهما الفريدة وإبداعهما الكبير في هذا اللون الشعبي العريق .
مشاركات وطنية وخليجية.. سفراء التراث والثقافة
لقد كان للفرقة حضورٌ بارز في جميع المناسبات الوطنية والثقافية والاجتماعية، حيث زرنا مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، وامتد زيارتنا إلى دولة الكويت الشقيقة، وعددٍ من دول الخليج العربي، لتكون بذلك سفيرةً لتراثها العريق، ناشرةً الثقافة الشعبية السعودية في كل محفلٍ نشارك فيه
الزي الشعبي.. جزء من الهوية الثقافية
يتميز أفراد الفرقة الشعبية بزيهم التقليدي الذي يعكس عراقة التراث المحلي، حيث يرتدي الرجال الزي “الثوب المذيل”، الذي يُظهر الفخامة، ويضيف لمسة من الأصالة ، هذا الزي الجميل يعكس التراث العريق لمنطقة ظهران الجنوب ويبرز في جميع المناسبات الثقافية والوطنية.
، الذي يتسم بالبساطة والأناقة في آن واحد، ويتميز بلونه الأبيض في بعض الأحيان ، يُكمل الزي بالشماغ السعودي الأحمر والعقال الأسود، بالإضافة إلى الخنجر الزراف، وهو جزء أساسي من الزي التقليدي
التراث الشعبي.. ثقافة نبيلة تستحق الفخر
تُعتبر الثقافة الشعبية جزءًا أساسيًا من هوية أي مجتمع، فهي تُجسد ملامح الحياة اليومية للأجيال السابقة، وتحمل في طياتها قيمًا وتقاليد تهدف إلى تعزيز الانتماء للوطن والحفاظ على إرث الأجداد، وهذا الموروث الشعبي الذي يعيشه أبناء المنطقة، ليس مجرد فنون وألوان تراثية فحسب، بل هو جسرٌ يربط الماضي بالحاضر، ويمنح الأجيال الجديدة فرصة للتعرف على تاريخهم العريق ومصدر فخرهم.
ويُعتبر الموروث الشعبي من أهم وسائل بناء الهوية الوطنية، فهو يمدنا بذكريات ماضٍ عزيز، ويعزز من ارتباطنا بتاريخنا وحضارتنا، نحن في فرقة ظهران الجنوب الشعبية نحمل هذا التراث بكل فخر، ونسعى جاهدين لتقديمه للأجيال القادمة بأسلوبٍ مميز يعكس جمالياته وروحانيته، ويحفظه من الزوال.
القزوعي.. فنٌ فريد من نوعه
اللون القزوعي هو من أشهر الألوان الشعبية التي تؤديها فرقة ظهران الجنوب الشعبية، وينتمي إلى قبيلة آل حيان بن سالم وادعه ، كان يُسمى في البداية “الحياني” نسبةً لجدي حيان بن سالم الوادعي ، وهو لون يعكس التلاحم الجماعي والترابط بين أفراد القبيلة ، يتميز القزوعي بتشكيل دائرة كبيرة يلتف فيها الجميع حول الشخص المسؤول عن القيادة، ويشارك الجميع في أداء هذا اللون الشعبي الذي يتعالى فيه الأهازيج، وتزداد الحماسة عند تقديم القصائد الشعرية الجزل الرصين التي تروي تاريخ القبيلة وفخرها.
القزوعي يمثل رمزًا للتكاتف الجماعي والتلاحم بين الأفراد، وهو أداة لنقل القيم النبيلة، مثل النخوة والشهامة، التي تحكم العلاقات بين أفراد المجتمع. بالإضافة إلى كونه جزءًا من التراث الثقافي الغني لمنطقة ظهران الجنوب، القزوعي يجسد وحدة القبيلة وقوة ارتباطها بالماضي والحاضر.
وصف القزوعي.. رقصة حربية مميزة
لون القزوعي هو موروث أصيل في أصله رقصة حربية خالية من الإيقاع، وتعتمد على أصوات الحناجر والأقدام. يؤديها مجموعة من العارضين في صفين متقابلين على شكل شبه دائرة منفصلة ،في وسطهم يقف شاعر أو شاعران أو أربعة شعراء، وتكون محاورة ثنائية أو رباعية أو أكثر حسب العدد. يُسمى اللاعب الذي يقف في المنتصف “المسوعب” أو “المزيف”، ودوره هو ترتيب حركة النزول وضرب الأقدام.
كلما ازداد عدد المشاركين تدريجيًا، ازداد معه انحناء الصفين المتقابلين حتى يلتحما على شكل دائرة تتسع مع زيادة عدد المشاركين. يصل عدد المشاركين إلى أكثر من مائة شخص من مختلف الأعمار، ما يعكس التلاحم الكبير داخل المجتمع، "المسوعب” أو “المزيف” هو بمثابة ضابط الإيقاع في لون القزوعي، وهو من يحدد حركة المؤدين ووقت الكسرات وفق القاف وأبيات الشعراء في تناغم عجيب وحماسي.
يستخدم “المزيف” خنجراً أو عصاً كمؤشر لضبط حركة المؤدين لتنفيذ كل حركة إيقاعية، سواء برفع اليد أو خفضها مع الانحناء بشكل سريع لليمين أو اليسار ، ويتزامن ذلك مع إلقاء الشاعر أو الشعراء “القافية”، ويعتمدون على تكرار شطر البيت الشعري عدة مرات قبل أن يتم ترديد عجز البيت بذات الطريقة ،ويستمر المؤدون في ترديد شطر البيت الشعري من أربع إلى ست مرات، حسب طول القصيدة وقوة الشعراء، قبل أن يبدأوا في ترديد عجز البيت بنفس الطريقة.
فرقة رسمية معتمدة من وزارة الثقافة.. ولاءٌ للقيادة وانتماءٌ للوطن
بكل فخر واعتزاز، الفرقة هي فرقة رسمية مُعتمدة من قبل هيئة الفنون الأدائية بوزارة الثقافة، وهذا لم يأتِ إلا بعد سنواتٍ من العمل الدؤوب، والسعي المستمر للمحافظة على الموروث الثقافي وفق رؤية المملكة العربية السعودية في تعزيز الهوية الوطنية، ودعم التراث الشعبي، نحن رجالٌ أوفياء لوطننا وقيادتنا، ولاؤنا راسخٌ لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، فكل ما نقدمه هو تعبيرٌ صادق عن حبنا لوطننا، وتمسكنا بموروثنا الثقافي، ليبقى حيًا في قلوب الأجيال القادمة.
روح الأخوة.. وحدة وتكاتف بين أعضاء الفرقة
فرقة ظهران الجنوب الشعبية ليست مجرد فرقة تراثية، بل هي قبيلة واحدة، تربطها المحبة والأخوة الصادقة، حيث يجتمع أعضاؤها على قلب رجلٍ واحد، يعملون بروح الفريق، حاملين رسالةً واحدة، وهي خدمة التراث، ونقل الثقافة الشعبية للأجيال القادمة بأمانةٍ وإخلاص.
القلم يكتب ✍️ والواقع يشهد
من ظهران الشموخ ومن عبق الأصالة، أكتب بصدقٍ وانتماء، فالقلم لا يخطّ إلا الحقيقة التي عشتها وشاهدتها بكل فخر. لم أكن مجرد متابع، بل كنت حاضرًا في قلب الحدث، عضوًا في هذه الفرقة العريقة، أشارك زملائي في كل مناسبة وطنية واجتماعية وثقافية، ناقلًا لتراثنا الأصيل بأمانةٍ واعتزاز.
كل مشاركة لنا هي بصمة في تاريخٍ يمتد لعقود، وكل أداءٍ نقدمه هو رسالة حبٍ للوطن وولاءٍ لقيادتنا الرشيدة، وإحياءٌ لتراثٍ توارثناه أبًا عن جد. نحن لا نمثل أنفسنا فقط، بل نحمل إرث قبائلنا ومحافظتنا، محافظين على هويتنا بكل ما أوتينا من فخرٍ واعتزاز .
نحن في فرقة ظهران الجنوب الشعبية لا نُعتبر مجرد حاملي تراث، بل نحن صُناع المستقبل الثقافي، نقف بكل فخر في وجه التحديات التي تهدد هذا الإرث، ونعاهد الوطن على الحفاظ على هوية الأجيال القادمة، لتظل هذه الفنون حية ومتجددة، نحن إرثٌ حي، نحن التراث الذي لا يموت، ونسعى جاهدين ليبقى موروثنا الفني والثقافي حاضرًا في كل زمان ومكان، شاهداً على عظمة الماضي وفخر الحاضر، وقوة المستقبل.
المستشار الإعلامي : محمد حسين ال دوبان الوادعي
عضو الفرقة الشعبية بظهران الجنوب