في وقتٍ تتصاعد فيه نار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتفشل السياسة في التهدئة، تلوح من بعيد فكرة قد تبدو بسيطة… لكنها قد تغيّر مجرى الأحداث.
إنها كرة القدم.
الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) ، وأثناء اجتماعه بفريق عمل كأس العالم للأندية أمس الثلاثاء في البيت الأبيض ، والتي ستقام قريبًا على الأراضي الأمريكية، أشار إلى أن روسيا قد تعود للمنافسات الرياضية بشرط واضح: إيقاف الحرب ، رسالة مختصرة… لكنها عميقة جدًا.
الرياضيون الروس أُوقفوا عن المشاركة منذ أن بدأت الحرب. والفيفا والاتحاد الأوروبي ما زالا يُصرّان على العقوبة.
لكن هل تبقى الرياضة أداة ضغط؟ أم تتحوّل إلى باب للسلام؟
كرة القدم، يا سادة، لم تكن يومًا مجرد لعبة ، هي أكبر من ذلك بكثير ، لغة توحّد الشعوب.
قوة ناعمة تُقرّب البعيد، وتُصلح ما عجزت عنه السياسة ، مليارات الناس حول العالم يتابعونها بشغف، رغم أن كثيرًا منهم يعيشون تحت أنظمة قمعية أو وسط أزمات وحروب.
ولا يمكن تجاهل أن الرياضة – وكرة القدم على وجه الخصوص – أصبحت اليوم من أهم أدوات القوة الناعمة، التي تحقق ما لا تحققه السياسة، ولا حتى القوة المسلحة.
كما أنها تحوّلت إلى صناعة عالمية ضخمة، تدرّ المليارات.
فالولايات المتحدة الامريكية ، التي تستعد لاستضافة كأس العالم للأندية، ثم كأس العالم للمنتخبات بالشراكة مع جارتَيْها كندا والمكسيك، تتوقع أن تتجاوز مكاسبها الاقتصادية حاجز 300 مليار دولار في اضعف الأحوال من هاتين المناسبتين فقط ، إلى جانب مئات الالاف من الوظائف ، رقم ضخم، يعكس حجم التأثير.
تاريخيًا، شهدنا كيف ساهمت مباريات كرة القدم في تهدئة الصراعات، أو حتى توقيف المعارك ولو مؤقتًا ، فلماذا لا نؤمن أنها قد تكون مدخلًا لنهاية حرب دامية؟ تصريح (ترامب) لم يأتِ من فراغ.
هو يدرك أن العالم اليوم يحتاج إلى شيء يُعيد له الأمل ، وربما، فقط ربما، تكون كرة القدم هي الوسيلة ، نعم، قد يضع الله سرّه في أضعف خلقه… أقصد في لعبة ، لكنها ليست أي لعبة ، إنها كرة القدم.