الإنسان بطبيعته اجتماعي منذ أن خُلق على هذه الأرض يرتبط بأفراد مجتمعه يأثر ويتأثر بهم سواء كان المجتمع صغيراً أم كبيرا وهذه الروابط قد تكون قوية أو ضعيفة حسب المصلحة المشتركة ما بين الطرفين ويمكن أن تتحسن وتزدان تلك العلاقات تبعاً للظروف التي تسود هذه البيئة وهذا مؤشر على أن العلاقات العامة كانت موجودة منذ الأزل وليست بعلمٍ حديث لكن زادت أهميتها كقوة مؤثرة في المجتمع في القرن العشرين وتطورت بتطور الزمن والأحداث، كما أنها ظاهرة اجتماعية باتت ضرورة في المنشآت ولها أهميتها كوظيفة أساسية في حياة الإنسان تسعى لتطور المجتمع ككل.
إن أي مجتمع في العالم لا يكاد يخلو من وجود العلاقات والمنافع المتبادلة وبالمقابل فإنه لا يوجد أي منشأة تخلو من علاقات العمل والمصالح مهما كان نشاطها واختصاصها، وفي ظل ذلك تبرز الحاجة إلى وجود علاقات عامة متكاملة تسعى لتحقيق تعاون إيجابي وتفاهم متبادل بين المنشأة وجمهورها الداخلي والخارجي عن طريق توضيح صورتها لهم وبذات الوقت تتلمس حاجات الجمهور ومطالبه وآرائه خصوصاً تلك التي تتعلق بالمنشأة نفسها للحصول على ثقتهم بها.
ورغم تلك الأهمية القصوى للعلاقات العامة التي تتمثل بأنها الشريان النابض للمنشأة الذي يبقيها على قيد الحياة إلا أن الكثير لا يزال ينظرون للعلاقات العامة بنظرة قاصرة بسبب عدم استيعاب الدور المهم التي تؤديه العلاقات العامة في كيان منشآتهم وهذا الأمر الذي ينعكس سلباً على نشاط إدارة العلاقات العامة وخططها وتعرضها للإخفاق وربما يصل الأمر بها إلى محطات الفشل.