في منتصف رجب من عام 1388هـ وطأت قدماي أرض مكة المكرمة لاول مرة وكنت طفلا في العاشرة من العمر يتيم الاب والام، قادما من جيزان، بعد رحلة سير شاقة استمرت ستة أيام بلياليها على متن شاحنة كبيرة ( مرسيدس) عبر الوديان والقفار إذ لم تكن هناك طرق معبدة مثل يومنا الحاضر، ولم تكن الناس قد تعودت بعد على رحلات الطيران المحدودة عددا في ذلك الزمان، ولم يكن الحال مساعدا على شراء التذاكر، لكن الرحلة الاولى الى الارض المباركة لم تكتمل باهم شيئ يقوم به القادم الى مكة وهي العمره، لانني لم أكن ادرك اهمية هذه الزيارة التي استمرت عدة ايام ومنها توجهت الى جده لزيارة بعض الاقارب مع اخي (الوحيد) محمد الذي صحبني بعد ذلك الرياض مقر عمله، ومن يومها لم تنقطع علاقتي بمكة شرفها الله وشرف من زار بيته الحرام حاجا ومعتمرا، وبنيت خلال السنين الطويلة علاقات كثيرة من عدد من أبناء البلد الطيب المتفانين في خدمة الحجاج والمعتمرين، حيث يثمل الكشافة إنموذجا في العطاء لخدمة الحجاج والمعتمرين من مواطني المملكة العربية السعودية عموما وابناء مكة والمدينة خصوصا طيلة قرن ونصف من الزمان، وقبل أيام لقي العمل التطوعي العظيم الذي قام به شباب مكة المكرمة ( الكشافة) من احدى المنظمات الاسلامية الدولية التي منحتهم الميدالية الفضية في المسابقة الدولية للخدمة المجتمعية والتي تضاف لسجل رجال العطاء والوفاء “ابناء الكشافة ” وهذا التقدير هو وسام على صدركل من تشرف بخدمة الحجاج والمعتمرين، وادمنوا الخدمة المجتمعية في هذه البلاد.