لم يكن فجر يوم الاثنين 6 فبراير 2023 يوما عاديا على الأتراك والسوريين والمسلمين بأنحاء العالم ، فقد حمل فجر هذا اليوم ألما وفراقا لأقارب وأصدقاء انهارت بهم المباني نتيجة هزة أرضية ضربت جنوب تركيا وشمال سوريا ، فاستيقظ الجميع على صيحات الألم ونحيب النساء وبكاء الأطفال ، فالحدث يحمل شعورا مؤلما لكل من يشاهد لقطة تلفزيونية تتحدث عن الزلزال وضحاياه ، فتحولت البشاشة إلى حزن والابتسامة إلى بكاء .
وإن كان زلزال تركيا الأخير قد صنف بأكبر كارثة تشهدها تركيا منذ عام 1939 كما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، فإن عزيمة الأتراك وقوتهم وصبرهم ودعاؤهم قادرة على اجتياز هذه المحنة ، كما اجتازوا من قبلها زلزال عام 1939 م ، الذي أدى لوفاة ما يقارب ثلاثة وثلاثون ألف وإصابة نحو مائة ألف جريح .
ولأن ما أصاب تركيا مؤلم على المسلمين جميعا فقد حرص صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية ورئيس مجلس الوزراء ، على مواساة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي بفخامته قدّم خلاله التعازي لفخامته ولشعب تركيا الشقيق وأهالي ضحايا الزلزال الذي تعرضت له الجمهورية التركية، وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل، مؤكدًا سموه – حفظه الله – وقوف المملكة ومساندتها للجمهورية التركية لتجاوز هذه الكارثة الطبيعية ، فالمملكة معروفة بالمبادرات الإنسانية المتتالية للوقوف مع الشعوب الإسلامية .
وجاءت وقفة المملكة العربية السعودية بصدور توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء- حفظهما الله –لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتسيير جسر جوي وتقديم مساعدات صحية وإيوائية وغذائية ولوجستية لتخفيف آثار الزلزال على الشعبين السوري والتركي وتنظيم حملة شعبية عبر منصة “ساهم” لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا.
وتأتي هذه المساعدات انطلاقًا من حرص خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده – أيّدههما الله- على الوقوف إلى جانب المتضررين من أبناء الشعبين السوري والتركي والتخفيف من آثار الزلزال المدمر الذي تسبب في خسائر فادحة بالأرواح والممتلكات في سوريا وتركيا.
وتتضمن المساعدات مساعدات غذائية وإيوائية وطبية متنوعة دعما لجهود الإنقاذ وإغاثة المنكوبين، ووقوف الدول العربية والإسلامية بجانب تركيا في هذا الوقت ليس بغريب ، وهذا ما رأيناه متمثلا في اتصالات مواساة هاتفية وجسور جوية أقامتها عدد من الدول تنقل فرق إنقاذ وطواقم طبية ومساعدات إغاثية وخيم ومستلزمات إضافة لإمدادات إغاثية عاجلة إلى المتأثرين من الزلزال .
وعلى أبناء الشعب التركي الاكثار من الأدعية والأذكار الخاصة بالكوارث ، ومنها قول ” اللهم إن أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، واحفظني من بين يديّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي ” .
والقول ” اللهم انك انت الله لا اله الا انت ، أنت الغني ونحن الفقراء نحن عبيدك بنو عبيدك نواصينا بيدك ماض ٍ فينا حكمك عدل فينا قضاؤك لا ملجا ولا منجا منك الا اليك اللهم ادفع عنا البلا والبراكين والزلازل والمحن وجميع الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم اني استودعك جميع المسلمين والمسلمات في هذه البلاد ”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com