اعتدنا مع بدء كل موسم حج أن نقرأ ونسمع من يتحدث عن خدماته للحجاج منذ نعومة أظافره ، وإن قرأت سيرته الذاتية لوجدت أن ما ذكره بعيد عن الحقيقة فنشأته وشبابه لم تكن بمكة المكرمة ، وإن كانت بها ، فإن والده لم يكن يعمل بخدمات الحجاج لارتباطه بوظيفته الحكومية ، وكان موكل الأمر لشخص آخر .
والمتحدث عن دخوله لمجال خدمات الحجاج منذ نعومة أظافره لم نراه يوما يقف في استقبال الحجاج أو يشارك في تصعيدهم أو إسكانهم بالمشاعر المقدسة .
وما ينطبق على هذا ينطبق على أولئك الذين يتحدثون عن بروز خطوات عملية لتمكين المرأة من العمل في مجال خدمات الحجاج ليوحوا للآخرين أن المرأة لم تكن مشاركة في خدمة الحجاج في الماضي متناسين أولئك المطوفات من أمثال لطفية هاشم معزوزة ، وبنت الكباريتي ، وبنت الصعيدي وغيرهم ـ رحمهم الله ـ .
وحينما أنشئت أولى مؤسسات الطوافة عام 1398 هــ ، وهي مؤسسة مطوفي مسلمي أوروبا وأمريكا ، غابت المرأة عن العمل في مجال خدمات الحجاج ، فلم تدخل في عضوية مجلس الإدارة ، أو مكاتب الخدمة الميدانية ، أو تشارك في أعمال القطاعات واللجان ، واستمر غيابها سنوات حتى جاءت المبادرة الأولى من قبل مؤسسة مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا حينما طرحت الدكتورة وفاء مندر فكرة تعيين مطوفات كمندوبات عن المؤسسة بمستشفى الولادة والأطفال بجرول ، بعد تنويم احدى الحاجيات بالمستشفى ورغبة المؤسسة وأسرة الحاجة في متابعة حالتها الصحية بشكل متواصل ، فاستحسنت الفكرة وتم تطبيقها في اليوم التالي ، لتكون الدكتورة وفاء مندر رائدة اللجان النسائية بمؤسسات الطوافة ، وصاحبة فكرة اللجان النسائية ، والتي انحصر دورها في متابعة حالات الحاجيات المنومات بالمستشفيات .
ووضعت أسس العمل النسائي المتنوع حينما برزت اللجنة النسائية بمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا برئاسة السيدة لطفية جمل الليل ، ففتحت المجال أمام الراغبات للعمل وفقا لخطة عملية جمعت بين متابعة الحالات الصحية للحاجيات المنومات بالمستشفيات ، والتوعية والإرشاد ، واستطاعت أن تخرج في نهاية أول موسم عمل لها بالعديد من الأفكار التي تحولت لأعمال لازالت تمارس حتى الآن .
وأكبر تحد وأجهته المرأة في مؤسسات الطوافة تمثل في مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية ، التي عملت على إنشاء قسم نسائي يعمل على مدار العام ويقدم خدماته للمطوفات ، ليكون أول قسم نسائي ينشأ بمؤسسات الطوافة .
وامتاز عمل المرأة في مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية بالأسبقية في عدة مجالات ، فهي أول مؤسسة تفتح المجال أمام المطوفات للاشتراك في دورات الارشاد السياحي ، وتمكنهن من العمل به على مدار العام .
ولا يمكن أن ننكر دور الاستاذة زين مديني في تأسيس اللجنة النسائية بمؤسسة مطوفي حجاج الدول الافريقية الغير عربية ، وكذلك الدكتورة سحر بنقش التي أكملت مسيرتها وابرزت ما عرف بعادات الشعوب الافريقية في موسم الحج .
وخلاصة القول إن عمل المرأة في مجال خدمات الحجاج من خلال شركات الطوافة ، أو شركات مقدمي خدمات حجاج الخارج الحديثة النشأة ، ليس بجديد بأي مجال ، ففي مجال ” الكول سنتر ” ، أو مجال ” التغذية ” ، أو مجال ” المراقبة ” ، أو مجال ” الجودة ” ، تواجدت المرأة واليوم نرى مشاركة نخبة من مطوفات الدول العربية في إدارة ” خدمة العملاء ” ، وعملهن لا ينحصر على الإجابة على أسئلة الحجاج وتلبية احتياجاتهم ، بل مرافقتهم في رحلة الحج من مكة المكرمة إلى المشاعر المقدسة .
وختاما أقول إن مشاركة المرأة في خدمة ضيوف الرحمن ليس بالحدث الجديد الذي يشار له بالبنان ، وقد سبق لكل من السيدتان هنادي رمضاني ، ونجود جمل الليل أن وصلا إلى مقاعد عضوية مجلس الإدارة وهن أول نساء يصلن لهذا المنصب ، وسيحفظ التاريخ الكثير من الأسماء النسائية التي عملت على خدمة ضيوف الرحمن بعيدا عن الكسب المالي أو الوجاهة الاجتماعية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com
التعليقات 2
2 pings
زائر
16/06/2023 في 5:57 م[3] رابط التعليق
بالنسبة لغياب المطوفة عن خدمة الحجاج في زمن المؤسسات كان بسبب الوزارة -كما قيل لنا- ولكن عندما دعت الحاجة لوجود المطوفة -كما ذكرت حضرتك يا أستاذ أحمد- واستحسنها رئيس مجلس إدارة المؤسسة شاركها في خدمة الحجاج حسب احتياجه.
وهذا يدل على أن استبعاد المطوفة عن مشاركة أخيها أو أبيها أو …الخ في خدمة الحجاج لم يكن من قِبَل وزارة الحج بل كان من قرارات رؤوساء مؤسسات الطوافة.
وأنا استغرب أن يكتب مقالاً كاملاً عن تمكين المرأة في شركات الطوافة بدون ذكر تمكين المؤسسات سابقاً للمطوفة، وهذا فيه طمس لحقائق تاريخية واجحاف للمؤسسات التي مكنت المطوفة من مشاركة المطوفين خدمة الحجاج.
والا جلوس المطوفات على كراسي مجالس الإدارة ماذا يعتبر؟؟
مع ملاحظة أن *تمكين المطوفة هنادي رمضاني كأول مطوفة عضوة* في مجلس إدارة مؤسسة جنوب آسيا كان *تعييناً* ولكن *بموافقة مجلس الإدارة المطوفين*
فلماذا تُحجب الحقائق ويُحرم أصحابها من تقديرهم.
لكن
إحقاقاً للحق ، فقد فكرت ان المقال *قد* يكون المقصود هو *شركات* يعني بعد التحول ؛ ف *بحبشتُ* في ذاكرتي فوجدت أنه حتى الشركات بعد التحول لم تستبعد المطوفات من المشاركة في الانتخابات ولا الترشح في مجالس إدارة الشركات فجميع الشركات تم قبول ملفات المرشحات -بغض النظر عن رفعها أو عدم رفعها- ولكن تم الترشيح في بعض الشركات مبدئيا ونجحن في المرحلة الأولى ثم تم استبعاد البعض منهن وهذا كان بالتساوي مع المطوفين فمنهم من تم استبعاده.ومن ترشحن من شركة مطوفي حجاج الدول العربية وجنوب آسيا دليل على استمرارتمكين المطوفة في مجالس إدارات شركات الطوافة الأم.
شكراً لقلمك يا أستاذ أحمد الذي يكتب الحقائق عن الجميع كما يستحقون.
المطوفة السيدة فاطمة حسين صحره
16/06/2023 في 5:59 م[3] رابط التعليق
بالنسبة لغياب المطوفة عن خدمة الحجاج في زمن المؤسسات كان بسبب الوزارة -كما قيل لنا- ولكن عندما دعت الحاجة لوجود المطوفة -كما ذكرت حضرتك يا أستاذ أحمد- واستحسنها رئيس مجلس إدارة المؤسسة شاركها في خدمة الحجاج حسب احتياجه.
وهذا يدل على أن استبعاد المطوفة عن مشاركة أخيها أو أبيها أو …الخ في خدمة الحجاج لم يكن من قِبَل وزارة الحج بل كان من قرارات رؤوساء مؤسسات الطوافة.
وأنا استغرب أن يكتب مقالاً كاملاً عن تمكين المرأة في شركات الطوافة بدون ذكر تمكين المؤسسات سابقاً للمطوفة، وهذا فيه طمس لحقائق تاريخية واجحاف للمؤسسات التي مكنت المطوفة من مشاركة المطوفين خدمة الحجاج.
والا جلوس المطوفات على كراسي مجالس الإدارة ماذا يعتبر؟؟
مع ملاحظة أن *تمكين المطوفة هنادي رمضاني كأول مطوفة عضوة* في مجلس إدارة مؤسسة جنوب آسيا كان *تعييناً* ولكن *بموافقة مجلس الإدارة المطوفين*
فلماذا تُحجب الحقائق ويُحرم أصحابها من تقديرهم.
لكن
إحقاقاً للحق ، فقد فكرت ان المقال *قد* يكون المقصود هو *شركات* يعني بعد التحول ؛ ف *بحبشتُ* في ذاكرتي فوجدت أنه حتى الشركات بعد التحول لم تستبعد المطوفات من المشاركة في الانتخابات ولا الترشح في مجالس إدارة الشركات فجميع الشركات تم قبول ملفات المرشحات -بغض النظر عن رفعها أو عدم رفعها- ولكن تم الترشيح في بعض الشركات مبدئيا ونجحن في المرحلة الأولى ثم تم استبعاد البعض منهن وهذا كان بالتساوي مع المطوفين فمنهم من تم استبعاده.ومن ترشحن من شركة مطوفي حجاج الدول العربية وجنوب آسيا دليل على استمرارتمكين المطوفة في مجالس إدارات شركات الطوافة الأم.
شكراً لقلمك يا أستاذ أحمد الذي يكتب الحقائق عن الجميع كما يستحقون.