اولاً “الاستغفار”
✿ قال تعالى: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا» [نوح:10].
إن من أعظم الطاعات التي أثنى الله عز وجل على القائمين بها ، الا هي الاستغفار في الاسحار بقوله عز وجل: ” الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَار ” (سورة آل عمران) الآية: 17
✿ وفى الاستغفار تأسٍ بسُنة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فكان -عليه الصلاة والسلام- يستغفر الله في المجلس الواحد سبعين مرة، وفي رواية: مائة مرة، فعَنْ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ» رواه مسلم، وقَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «وَاللَّهِ إِنِّي لاَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً» رواه البخاري.
🔸 فذنوب العبد تحرمه التوفيق. وللمعصية شؤم على صاحبها فهي تحرمه الرزق قال صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه»
والرزق ليس المال بل يشمل فعل الطاعات والخيرات
فألزم الاستغفار المقرون بالتّوبة والإخلاص ليصل العبد إلى تكفير الذنوب ..
- قال ابن كثير رحمه الله ومن اتصف بهذه الصفة – أي : صفة الإستغفار..يسر الله عليه رزقه ، وسهَّل عليه أمرَه ، وحفظ عليه شأنه وقوته…. قال الله عز وجل: «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ الا الله.
- شكى رجل الى مجاهد رحمه الله كثرة الذنوب فقال له مجاهد واين انت من الممحاة يعني الإستغفار ـ الزهد للأمام احمد455
- يقول الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله الاستغفار سبب لفتح الله تعالى على العبد ولهذا إذا استعجمت عليك آية من كتاب الله تعالى أو نص من أحاديث رسول الله ﷺ أو حكم من الأحكام فعليك بالاستغفار لأن الاستغفار يمحو الذنوب والذنوب هي التي تحول بين المرء وتوفيقه وهدايته. (التعليق على المنتقى ج4 ص53) .
◄ اوقات الاستغفار :
الاستغفار مشروع في كل وقت وهناك أوقات وأحوال مخصوصة يكون للاستغفار فيها مزيد فضل ومن هذه الأوقات مثل :
*◄ بعد الفراغ من أداء العبادات الصلاة ، الحج .
*◄ السحر وهو أفضل اوقات الاستغفار.
*◄ في ختام الأعمال الصّالحة؛ لأنّها تجبر النّقص.
*◄ ومن كمال الاستغفار اتباع السيئة الحسنة، عن أبي الدرداء –رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اتق الله حيث ما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها» (رواه الترمذي) .
ثانياً : ” التوبة” مما تستقبل به عشر من ذى الحجة .
التّوبة هي الرّجوع، والإنابة إلى الله -تعالى- بفعل العبادات، والقيام بالطّاعات، والتزام الأوامر، وترك المعاصي، والابتعاد عن النّواهي الّتي لا يرضاها الله تعالى، والعزم على عدم ارتكاب المعاصي والندم على وقع منه من الذنوب ، واعادة الحقوق لأصحابها .
🔸 فلنستقبل الأيام العشر من ذي الحجة بالتوبة والاستغفار من الذنوب والآثام و بالعزم الجاد على اغتنام هذه الأيام … كما ينبغي أن نحرص حرصاً شديداً على عمارة هذه الأيام بطاعة الله والاستغفار .