لو رجعنا إلى أزمان قد مضت لرأينا أن أداء الركن الخامس من أركان الإسلام وهو الحج أشبه مايكون بالمستحيل بل قد يكون مستحيلًا في حال البعض، فقد كانت رحلة الحج تحمل في طياتها الصعاب الكبيرة. فحتى عهد قريب فرحلة الحج شاقة قاسية محفوفة بالمخاطر والمصاعب. ولكن شتان ما بين ذلك الحج بالأمس وهذا الحج اليوم.
فالحج في الماضي كانت رحلته تستغرق أسابيع أو أشهر أوسنوات، ووسائل النقل كانت عبارة عن الدواب من جمال أوخيول أوبغال أوحمير، وكان الحجيج عرضة في طريق سفرهم للتلف من القتل وقوافلهم للنهب والسلب.
وكانت الطرق وعرة والبرد قارس في الشتاء، والشمس حارقة في الصيف، كما كان خطر الموت يتهدد الحجيج إما جوعًا أوعطشًا أو جراء الضياع في الصحراء ونادرًا تسلم وفود وتجمعات الحجيج قديمًا من انتشار الأمراض والأوبئة أحيانا في تلك الرحلة الطويلة الى مكة المكرمة والمدينة المنورة. .
وفي المشاعر المقدسة مثل منى وعرفات، لم يكن هناك مأوى ولا موارد للماء الا ماكان يحمله معهم الحجيج من مكة أوأطرافها تلك بعض من صور الحج في الماضي والى وقت قريب قبل قيام دولة الأمن والأمان بفضل الله المملكة العربية السعودية.
فحكومة المملكة العربية السعودية تولي الحج والعمرة أكبر إهتمام منذ توحيد البلاد على يد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – وهي تعمل بإستمرار نحو خدمة ضيوف الرحمن والتي تعتز المملكة بتقديمها، وتبذل وتسخر كافة الجهود لضمان تحقيق احتياجات الحجاج والمعتمرين والزوار وتقديم كافة التسهيلات لهم.
إن جهود المملكة العربية السعودية في تقديم كافة الخدمات لضيوف الرحمن لأداء نسكهم بكل يسر وسهولة على أكمل وجه في أمن وأمان وطمأنينة وسكينة لم تقتصر على توسيعات الحرمين ولا تسهيل خدمات المطارات والموانئ ولا الطرق وكذلك تطوير المشاعر بل بتسهيل جميع الخدمات المتعلقة بالتأشيرات وخدمات السفر منذ كان في بلاده عن طريق سفارات وقنصليات السعودية المنتشرة في إنحاء العالم.
إن هذه الجهود والنجاحات في حج هذا العام ١٤٤٤هـ والأعوام التي قبله ما كانت لتتحقق بعد توفيق الله – عز وجل – الا بتوجيهات ومتابعة وإشراف مباشر من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز – حفظهما الله – أسأل الله أن يجزاهم خير الجزاء على كل ما يقدمونه من اهتمام من أجل رفع مستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن في كل عام، وأن يحفظ بلادنا وولاة أمرها ورجالاتها المخلصين في جميع قطاعاتها ويديم عليها أمنها واستقرارها.
إضاءة ..💡
قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان :
” الحمد لله الحمد لله واجبنا خدمتهم.. جهد الجميع في هذا البلد ان شاء الله الأجر لكل أهل هذا البلد ” .