ينتظر الدراج المغربي عياد المفتحي هذه الأيام بفارغ الصبر بلوغ هدفه وتحقيق غايته “أداء الحج” هذا العام، بعد قطع الآلاف من الكيلومترات قادمًا من بلاده، المملكة المغربية، على ظهر دراجته الهوائية. وبفضل الصدفة التي قادته إلى منزل الرائدة الكشفية سيد الأعمال صباح يوسف عضو في رابطة رواد الكشافة السعودية بمكة المكرمة ليكون ضيفًا عليها منذ شهر رمضان المبارك وحتى موعد مغادرته بعد أداء الحج هذا الموسم، وصحيفة شاهد الآن التقته عشية حضوره للإفطار السنوي لقادة ورواد الكشافة بمكة المكرمة في المعسكر الدائم التابع للإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة ، والقت الضوء على رحلته ، ووجهته القادمة
حظر على هامش الرحلة منافسات كاس أمم افريقيا
و”المفتحي” البالغ من العمر 28 عاما ، خرج من منزله في مدينة الجديدة المغربية مسقط رأسه في العام 2022م ، قاصد بيت الله العتيق لتحقيق حلمه في أداء نسك الحج ، ومرة في رحلته على الجمهورية الإسلامية الموريتانية ، وجمهورية السنغال ، وجمهورية غينيا بيساو ، وجمهورية غينيا ، وجمهورية ساحل العاج (كوديفوار) ، وجمهورية غانا ، وجمهورية توغو ، وتجول في افريقيا الغربية جلها ، ثم توجه إلى جمهورية مصر العربية ، ثم عاد إلى “ساحل العاج” لمتابعة منافسات بطولة كاس أمم افريقيا الأخيرة بناء على دعوة خاصة من قبل الجامعة المغربية لكرة القدم ، بعدها أستقل طائرة نقلته إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بمدينة جدة ، ليواصل بعدها رحلته إلى مكة المكرمة على متن دراجته الهوائية
في المسافة بين سفاجا وضباء واجه النظام
“والمفتحي” واجه خلال رحلته الطويلة تحديات عدة تمثلت في أنظمة بعض الدول التي لا تسمح بالمرور إلا بإجراءات منها عدم تمكنه العبور بين مدينة سفاجا المصرية ، وضبا السعودية لبعض الإجراءات النظامية
بدأ بميزانية “صفرية” ويجد الدعم من العرب والمسلمين
وأكد “المفتحي” أنه استخدم دراجته الهواية طوال الرحلة باستثناء بعض المناطق الى اجبرته على استخدام العبارة تارة ، والمركبات تارة أخرى ، مشيرا في الوقت نفسه إلى ان كامل رحلته باجتهاد شخصي وتمويل ذاتي تحمل والده الجزء الأكبر من الرحلة ، إلى جانب حصولة على دعم معنوي ولوجستي من كل الدول العربية وغير العربية كون رحلته كان لقارات العالم الثلاثة ، وباسم كل العرب والمسلمين
المشي من شروق الشمس لمغبيها يوميا
وأشار “المفتحي” أنه كان يقطع مراحل رحلته على متن الدراجة لمسيرة يوم كامل ينطلق مع طلوع الفجر إلى مغيب شمس نفس اليوم ثم يخلد إلى الراحة طوال الليل ، مبينا أن متوسط المشي اليومي تبدا من 80 إلى 100كم يوميا حسب ملائمة الأجواء في كل مرحلة
كرم الاسرة السعودية أهم مواقف رحلته
وحول أهم المواقف التي عاشها طوال رحلته أوضح “المفتحي” أن هناك مواقف عديدة لكن اهما والتي ستبقى في الذكرة ولن تنسى وهي قصة التقائه بين مكة المكرمة وجدة بأسرة سعودية كريمة استوقفته في قارعة الطريق لتساله عن رحلته وتفاصيلها وإلى اين الوجه ، وهل هناك مكان في وجهته ، مما جعلهم يصرون على أن يكون ضيفا عليهم ويتكفلون بسكنه حتى موسم الحج ضاربين أروع المثل في حسن الاستقبال وكرم الضيافة ، وقال : هذا الموقف هو الأهم طوال رحلتي وسيظل في ذكرتي ، وقدمت تلك الاسرة الكريمة صورة بيضاء ناصعة عن الشعب السعودي
خرج من بلد مرخصا ويتمتع بحصانه دولية
وتحدث “المفتحي” عن مراحل رحلته مؤكدا أنه وجد كل التسهيل كون خروجه من بلده بترخيص رسمي من قيادة بلاده ، ومن وزارات الداخلية ، والسياحية ، والخارجية ، وحصانه دولية ، مما ساعده كثيرا من تجاوز كل التحديات خصوصا ، بين الدول
350كم بين “الكنغو” و “الغابون” هي الأصعب
وقال “المفتحي” : ما واجهته في الحدود بين “الكنغو برازفيل” و”والغابون ” البالغ 350 كيلومتر كانت تمر من وسط محمية وسط غابة ، وطريق وعر وموحل ، وسط أخطار كانت تحيط بي ولولا عناية الله لتعرضت للخطر ، مؤكدا أن هذا المرحلة استغرقت ثلاثة أيام بليالهن ، نال على اثرها من التعب كثيرا ” موضحا بان الطريق به انهار ومياه راكدة واتربة
يقيم في مكة وينتظر الحج
وبين “المفتحي” أنه يقيم الان في مكة المكرمة وبين ظهراني الاسرة الكريمة التي استضافته ويبحث عن ترخيص يمكنه من إداء الحج ، مشيرا بانه سيكمل رحلته بعد موسم الحج متوجها صوب المدينة المنورة لزيارة مسجد المصطفى والسلام على ساكنه أفضل الصلاة واتم التسليم ومنها إلى العاصمة “الرياض” ثم الأردن والعراق وفلسطين ، مؤكدا أنه بجولته ورحلته يرغب التعرف على سياحة كل الدول العربية وغير العربية ، والاطلاع على عادات وتقاليد شعوبها
قدم شكره للسعودية قيادة وشعبا
وقدم “المفتحي” شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية قيادة وشعبا على اهتمامها بكل من يأتي إلى هذا البلاد خصوصا الحاج والمعتمر والزائر ، مثنيا على جهودهم في تنفيذ العديد من المشاريع العملاقة التي تخدم الحجاج والمعتمرين الزوار
هدفه قطع 50 الف كم عبر افريقيا واسيا وأوربا
يذكر أن الدراج المغامر المغربي عياد المفتحي يقيم الان في مكة المكرمة عند أحد الاسر السعودية التي تكفلت بسكنه واستضافته ، وهدفه تسجيل رقم قياسي جديد والدخول إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية كرقم (1) في العرب ، وهدفة قطع مسافة 50 الف كيلومتر عبر القارات الثلاثة افريقيا ، وآسيا ، وأوربا ، وخارطة رحلته القادمة المرور على تركيا ، وسويسرا ، وبلغاريا ، وصريبا ، وكرواتيا ، وإيطاليا ثم إلى اسبانيا ومن جنوبها يعود إلى بلاده المملكة المغربية