نَعُودُ إِلَيْكُمْ مرة أخرىَّ لتقليب ملفات أرشيف كبار الكشّافة (الرواد) من الجنسين في الوطن العربي الكبير، من المحيط إلى الخليج، لِنُسَلِّطْ الضوء على مشوارهم الكشفي منذ البداية وحتى مرحلة الرواد ، سَنَغْمُرُكُمْ كل أسبوع ، في أعماق ذكريات (رائد أو رائدة) من الأحياء أو الراحلين من الكشّافة الذين قَضَوْا حياتهم في هذا النشاط ، والذي كان وما زال مليئًا بالمغامرات والجولات، التي أصبح بعضها ذكرى لا تنسى.
نقدم لكم، عبر صحيفة “شاهد الآن”، موجزًا عن “رواد ورائدات” الكشافة والمرشدات في الوطن العربي الكبير.
و “نجمنا” هذا الأسبوع من مكة المكرمة ومن رحاب البيت العتيق بلال الحرم “كما يطلق عليه ” شيخ المؤذنين في بيت الله الحرام الرائد الكشفي علي أحمد علي ملا المولود في مكة المكرمة في شهر يونيو من العام 1945م ، ونشأ في أسرة متأثرة بالأذان، العمل كمؤذن هو تقليد عائلي لديهم .
درس “ملا” في الحرم المكي الشريف في حلقة الشيخ عاشور ثم درس الابتدائية في مدرسة الرحمانية الابتدائية في المسعى داخل الحرم المكي ثم انتقل بعد ذلك إلى منطقة الحراج ثم إلى حي القرارة، ودرس الصف الرابع والخامس في مدرسة الثغر النموذجية بمدينة جدة ، والتحق بمعهد العاصمة النموذجي في التربية الفنية وبقي هناك ثلاثة أعوام حيث تخرج من هذا المعهد في العام التعليمي 1970/1971م ,حصل على الدبلوم في التربية الفنية ثم الماجستير في التربية الفنية.
بدأ بالاذان يافعا
بدأ “ملا” ممارسة أداء الأذان (نداء الصلاة) عندما كان عمره 13 عاما ومارس الأذان من مئذنة باب الزيادة في المسجد الحرام ، والتحق رسميًا للعمل بصفة مؤذنالعام 1975م ، ويعد أشهر المؤذنين المعاصرين بالحرم المكي، إذ عمل لأكثر من 40 عامًا، نبرة صوته مميزة ومعروفة للمسجد الحرام حول العالم، ولقبه البعض
عائلة جلهم مؤذنين
و”نجمنا” من عائلة معظم أفرادها مؤذنين في المسجد الحرام، وبعد وفاة ابن عمه الشيخ عبد الملك الملا تولى مشيخة المؤذنين بالمسجد الحرام، وهو الابن الرابع بين ثلاثة أبناء وخمس بنات، وتعتبر أسرته وثيقة الصلة بالأذان؛ فجده علي عبد الرحمن ملا كان مؤذنًل في الحرم، وكذلك أبوه وعمه صديق وعمه عبد الرحمن وأبناؤه عبد اللطيف وعبد الله والشيخ عبد الملك جميعهم مؤذنون في الحرم، كما أن جده لأمه عبد الله خوج من مؤذني الحرم وكذلك عبد الحفيظ وابنه توفيق كانوا يعملون في الاذان بالحرم المكي الشريف.
أول من أذن بعد حادثة الاعتداء
و”ملا” أول من أذان الفجر الأول وأذان الفجر الثاني ، وفي أيام الحج كان يؤذن لجميع الصلوات الخمس. وكان أول من أذن في مآذن مساجد خادم الحرمين الشريفين في الخارج بمرافقة الامير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز ، وأول أذان رفعه في فنزويلا ، وأخر أذان كان له في جبل طارق ، وهو أول من رفع أذان صلاة المغرب بعد الانتهاء في مشكلة اعتداء على الحرم المكي الشريف وتزامن ذلك مع حضور الملك خالد بن عبدالعزيز وأدائه صلاة المغرب في الحرم وذلك في شهر محرم.
مؤذن مخضرم
و“نجمنا” يعد أقدم المؤذنين في الحجاز، عاصر الجيل الأول من المؤذنين أمثال عبدالله بصنوي، أحمد جاوة، وحسن لبان وغيرهم
هواياته
لدى “نجمنا” الشيخ “علي ملا” هواية جمع التراث من طوابع وعملات وفضة وكذلك المجلات والكتب وقصاصات الأوراق والرسم، وكذلك عمليات تصوير الفيديو والفوتوغرافي والكشافة
و”نجمنا” أنخرط في الحركة الكشفية في مسقط راسه مكة المكرمة ، والتحق بدورات عدة ، وكرُم في من قبل جمعية الكشافة العربية السعودية ، وله ذكريات عديدة من الكشفية يحرص دائما في ذكرها ، وأشهر تلك الاحداث في المجال الكشفي عندما شارك في جامعة القصيم في حضوره للحفل التكريمي لجمعية الكشافة السعودية في الاذن داخل الجامعة لصلاة الظهر
تكريماته
وخلال مشواره حظى ضيفنا بالعديد من التكريمات منها منحه الوسام الفضي من جمعية الكشافة السعودية لدعمه ودوره البارز في خدمة الحركة الكشفية بالمملكة
اعرفه عن قرب
والشيخ علي ملا أعرفه عن قرب، وقد شرفتُ بزيارته في منزله في مكة المكرمة وأجريتُ معه حوارًا صحفيًا شاملًا لصالح جريدة “اليوم” السعودية الورقية. كما تشرفتُ بزيارته في منزل زملائه في مكتب رواد الكشافة بمكة المكرمة، ضمن سلسلة زيارات لرواد الكشافة الأوائل في منطقتنا. إنه شخص بشوش وطيب، يرحب بالزائرين بكل سرور، ويطلعهم على مقتنياته ويشاركهم العديد من المواقف الإنسانية في عمله خلف الميكروفون في الحرم المكي الشريف. جلساته لا تملُّ أبدًا. أسأل الله أن يطيل في عمره على الطاعة وأن يجعله ذخرًا للمسلمين عامةً، وللكشافة خاصةً، ورواد السعودية خصوصًا، ومكة المكرمة على وجه التحديد.”
الأسبوع القادم سير ملهم أخر
هذا ملخص موجز مشوار نجمنا هذا الأسبوع ، وفي الأسبوع القادم- بإذن الله- ، سنقدم لكم سيرة جديدة من أرشيف كبار الكشافة والمرشدات الملهمين.”