ما أجمل اللقاء بعد الفراق. والأجمل من ذلك أن يكون لقاؤكم. بمن ترجون مودتهم. وتحنون للقائهم. وتسعدون برؤيتهم. وتتذكرون همساتهم. وتشتاقون لدعاباتهم. فهم من غرس في أنفسكم تلك المعاني النبيلة التي كم تمنيتم أن يقف الزمن عندها. ويثبت سرعته. ولكن هيهات. فلا زمن سيتوقف. ولا حساسات تعمل على تثبيت سرعته. الحب كلمة بسيطة في نطقها. ولكنها كبيرة جدا في معناها. فهي تمثل السعادة والثقة والإيثار والعطاء والتضحية والاحترام والحفاوة والتقدير والأهمية ……. الخ من المعاني السامية التي لا تنبع إلا من محب. ولا يستحقها إلا محب. ادخال السرور إلى قلب المؤمن. هو من الأعمال المحببة إلى الله عز وجل. وهذا ما نجحتم به بامتياز. فلا بعد المسافة ولا تقادم الوقت كانت قادرة على إضفاء نوع من الفتور أو اللا مبالاة. بل كانت دافعا لأن يستمر الحضن وأن تلمع العين بدمعتها. ويتمتم اللسان بكلمات ليست مفهومة وهو يقصد بها عبارات الترحيب والسلام. فأصبح عاجزا عن ترتيب ما يرسل له من مفردات. فتارة يقول كيف حالك ليقطعها ويقول افتقدتك. ثم تأتي مداخلة كم لديك من الأولاد. لتزاحمها عبارة هل تقاعدت…….وغيرها من العبارات التي يهدف منها إلى معرفة الأحوال والأخبار عن كل حبيب وزميل وصديق. وكأنه يسابق الزمن ليتمكن من التعبير عن مكنون صدره قبل أن يأتي من يخطف منه ذلك المحبوب. ولكن عزاؤه الوحيد أن يلتفت ليجد محبوبا آخر لديه حمولة من المشاعر الجياشة والصادقة يرغب في تصديرها إليه. ويتم تكرار ذلك إلى أن يتفاجأ الجميع بأن الوقت يداهمهم. وعليهم الإسراع في تفريغ حمولاتهم من تلك المشاعر النابضة بالحب والوفاء. فأخذوا يتنقلون فيما بينهم وكأنهم نحل يتنقل من زهرة لأخرى ليستقي من رحيق هذه وتلك. وكلهم حريص على تذوق رحيق كل زهرة في ذلك البستان والإسراع في ذلك خوفا من مداهمة دبور الزمن الذي أخذ في التسارع كعادته. ولكن هذه المرة لم يتركهم كما في الماضي … لا مقيدين ولا مفكوكين. بل أرسى لهم هذه المرة قواعد ثابتة. وأرضية محمية. ستجعلهم يتألقون في إنتاج عسلهم والتنقل بأزهارهم من بستان لآخر. وفق تلك القواعد. والتي مبدأها التشاور. ونتيجتها الرضا أكلموا ياساده فقلمي عجز ثم توقف لان الموقف أكبر من تدوينه
كتابنا
> التقينا بعد غياب طويل
التقينا بعد غياب طويل
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/72936/