عندما كنت صغيره كنت أشاهد مسلسل كرتوني اسمه (بنكي وبرين) تابعته بشكل يومي، وتختتم كل حلقة بقول بنكي لبرين … ماذا ستفعل هذه الليلة يا برين ؟ يرد قائلا ما نفعله كل ليله محاولة السيطرة على العالم ثم تنتهي، وفي بداية كل حلقة يقومون بالتخطيط ودراسة الخطة لمحاولة السيطرة على العالم بالفعل، ولا أعلم لماذا في كل مرة يخططون يفشلون في خططهم.
كبرت وأصبحت لدي أحلام كبيرة وأهداف قوية صرت أدون ما أريد في دفتري الخاص وأحلم بها كثيرًا وأكتب جميع ما أريده من أحلام تعانق السحاب لا تسعها الأرض من عظمها وأكتب في بداية السنة جميع أهدافي، لكن المفاجأة أنه لا يتحقق منها إلا القليل جدًا وأحيانًا لا يتحقق منها شيء. كنت أتساءل لماذا لا تتحقق ؟ الكثير من المدربين يقولون وضع الأهداف وتدوينها تساعدك على التحقيق، وهذا بالفعل أمر حقيقي ولا جدل فيه لكن أدركت يومًا أن معظم أهدافي لا تناسب قدراتي، بمعنى أني كنت أكتب بأني أريد النجوم وأنا لا زلت أتعرف على الكواكب، مثل ما كان يفعل برين في كل ليلة يخطط ويعمل لشيء كبير لا يناسب قدراته وإمكانياته بكثير وفي كل يوم يفشل، ولم يفكر في لحظة كيف يعيد ترتيب حاجاته وقدراته، وأنا لا أسعى لإحباطك بهذا الكلام أو أن أحلامك من المستحيل أن تتحقق لكن سأجعلك تضع أهدافك وفقا لقدراتك وطاقتك دون تكرار حالة الإحباط التي تمر عليك في كل محاولة قمت بها لتحقيق هدف ولم تستطع إنجازه.
وبإذن الله تعالى تستطيع وتكبر قليلًا قليلا لهدفك إلى أن تصل إليه، فالأهداف الكبيرة بحاجة الى قدرات قوية، والقدرات القوية بحاجة إلى قلب لا يعرف الهزيمة والتعب والاستسلام يمكنك الآن إعادة ترتيب أهدافك وفقًا لقدراتك، وستزيد قدراتك وطاقتك عندما تبدأ شيئا فشيء لن تبقى في نفس المكان إذا كنت تستمر في التحسين والعمل وزيادة المعارف والخبرات بالرغم من أنه بنكي وبرين يفشلون في كل محاولة لسيطرة على العالم إلا أني لا زلت أحب روح المغامرة والأمل لديهم لم تكسرهم التجارب المحبطة ولا المحاولات الفاشلة بالإضافة إلى روح الفكاهة التي يصنعونها في كل حلقة من سذاجة التفكير والروح المرحة.