في عالم كرة القدم يحدث أحيانا أن يتفرق الاحباب، ويتأثر المحبوب باختلافهم، وتفرقهم، كما هو حادث في نادي الوحدة أحد أضلاع مثلث تأسيس الكرة السعودية (الاتحاد، الاهلي، الوحدة) الوحدة الذي يتأرجح بين دوري المحترفين والدرجة الاولى فلا هو قادر على البقاء مع الكبار والمحترفين بنفس الوتيرة التي يسيرون عليها مع توفر الامكانات المادية التي توفرت له ولغيرة بعد سنين طويلة، من العناء ، ولا هو الذي طاب له المقام في دوري الاولى.
وكنا حتى مطلع الموسم الحالي نعتبر الوحدة حالة خاصة في الدوري السعودي، رغم أن هناك فرقا عديدة كانت لها الريادة في الكرة السعودية مثل الرياض، النهضة، أحد، التي سقطت ولم تنهض حتى اللحظة، ويبدو أن الوحدة الذي عاد إلى دوري الاضواء لن يكون الوحيد الذي اختلف حوله الاحباب فضاع، وأضاع، فكل المؤشرات تدل على أن الاهلي – أحد اضلاع مثلث تأسيس الكرة السعودية سيكون للوحدة رفيقا في الضياع بعد أن تفرق أحبابه منذ بضع سنوات، وتركوا الايدي الخفية تنخر في جسد الفريق الاخضر في ظل ادارة عاجزت على مواجهة الواقع فلاهي التي اوقفت التدمير، ولاهي التي تركت الساحة لغيرها لإنقاذ ما يمكن انقاذه، وكأنها مكلفة بالقضاء على ما بقي من روح وتأريخ الفريق الاخضر، ولاعبون فقدوا الروح للدفاع عن سمعة الفريق وتاريخه، رغم انهم يعدون من أفضل عناصر الدوري من حيث التقييم الفني للمستويات الفردية، وكثير منهم ساهم في تحقيق انجازات للفريق في العهد القريب، مشرعين ابواب النادي والتاريخ معا لدخول جيش الاسئلة الباحثة عن تفسير لما يحدث للفريق من تدمير، حيث سيكون هبوطه الى الدرجة الضربة القاضية التي لن ينهض بعدها ابدأ، وستعيش جده على قطب واحد هو الاتحاد.
نحن نعلم أن الكثير من فرق العالم تعرضت لهزات فنية، أدت الى سقوطها ( الهبوط) لكنها سرعان ما استعادت توازنها، بقوة شخصيتها فعادت الى مكانها الطبيعي اكثر قوة، وهو ما يفتقده الاهلي تماما مما يجعل من عودته شبه مستحيلة، الا اذا حدثت المعجزة بتالف قلوب محبيه، وواجهوا عملية التدمير الخفية للفريق، فلا النفيعي نفع في الادارة، ولا المحياني احيا الروح الانهزامية.