في قلب ظهران الجنوب، حيث تتداخل ملامح التاريخ مع سحر الطبيعة، تقف البلدة التراثية (الحوزة) شاهدةً على عصورٍ من الأصالة والمجد ,إنها ليست مجرد أطلال قديمة، بل ذاكرة وطن، وإرثٌ حضاري يروي قصة شعبٍ صاغ تاريخه بين الحصون والقلاع والمساجد العتيقة.
مدينة من الطين.. حصونٌ وقصورٌ تحاكي أمجاد الماضي
عندما تطأ قدماك البلدة التراثية، ستشعر أنك تسافر عبر الزمن إلى قرونٍ مضت، حيث كانت القصور الطينية الشامخة تُحاكي عظمة الإنسان الذي بناها وحمى جدرانها بعزيمته.
تضم البلدة أكثر من 150 قصرًا طينيًا وحجريًا، كل منها يحكي قصة أُسرٍ عاشت هنا، وأبطالٍ دافعوا عن أرضهم، ورجالٍ صنعوا مجد هذه المنطقة.
وتبرز معالمها التاريخية في:
•المسجد الأثري، الذي يعود لمئات السنين، وشهد عمليات ترميم حديثة ضمن مشروع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لترميم المساجد التاريخية، ليظل منارة دينية وثقافية خالدة.
•الحصون والأسوار الدفاعية، التي بُنيت بحنكة هندسية لحماية البلدة من الغزوات، وهي مثالٌ رائع على عبقرية التصميم الدفاعي عند العرب القدماء.
•الأسواق الشعبية القديمة، حيث كانت تُعقد الصفقات التجارية، وتُباع أجود المنتجات المحلية، ليظل عبق التجارة القديمة ماثلًا في ذاكرة المكان.
•المزارع الخضراء في البلدة التراثية , الحوزة تتميز بتنوعها الزراعي وجمالها الطبيعي، حيث تكسوها النباتات والأشجار المثمرة، مما يضفي عليها منظرًا هادئًا وجذابًا.
البلدة التراثية.. لوحة طبيعية مرسومة بريشة الخالق جل شأنه
إلى جانب القيمة التاريخية الفريدة، تمتاز البلدة بجمالها الطبيعي الأخّاذ، حيث تحيط بها جبال شامخة وسهولٌ خضراء ووديانٌ تتدفق بالمياه في مواسم الأمطار.
•في فصل الربيع، تتحول المنطقة إلى جنة خضراء، تكتسي سفوح الجبال بسجادة طبيعية من الأعشاب والزهور البرية، ويُصبح الجو مثاليًا لهواة التصوير والطبيعة.
•في فصل الشتاء، تعانق السحب قمم الجبال، ويتسلل الضباب بين القصور الطينية، ليخلق مشهدًا دراميًا يأسر القلوب.
لماذا تحتاج البلدة التراثية إلى الحماية والتطوير؟
مع كل هذه الروعة التاريخية والطبيعية، تواجه البلدة تحديات تتطلب تضافر الجهود للحفاظ عليها كإرث وطني وسياحي مهم.
•ضرورة توفير حراسات أمنية متخصصة لحماية المعالم الأثرية من العبث والاندثار.
•إدراج البلدة ضمن الوجهات السياحية الرسمية، لتكون جزءًا من المشهد الثقافي والتراثي السعودي.
•إقامة فعاليات سياحية وثقافية مستمرة، تُعيد إحياء تاريخ البلدة وتعزز ارتباط الجيل الجديد بموروثه الوطني.
ختامًا.. “الحوزة” ذاكرة الوطن التي لا تموت
ليست الحجارة هنا مجرد حجارة، وليست الأزقة مجرد ممرات ضيقة، بل هي صفحات من التاريخ نُقشت على جدران الزمن، وهي أصوات الأجداد تتردد بين القصور، وهي إرثٌ وطني يستحق العناية والحماية.
ستظل البلدة التراثية بظهران الجنوب (الحوزة) رمزًا للأصالة والتاريخ، وصورةً حيّة تحكي عن أمجاد العرب وقيمهم العريقة.
المدير الأقليمي للمنطقة الجنوبية بصحيفة شاهد الآن
المستشار الإعلامي : محمد حسين أحمد آل دوبان الوادعي





