يُعد شهر رمضان فرصة عظيمة لغرس القيم الإيمانية في نفوس الأطفال وتعويدهم على العبادات، ومن ذلك الصيام. لكن من المهم أن يدرك الوالدان أن الصيام ليس واجبًا على الطفل حتى يبلغ سن التكليف، كما أن إجباره على الصيام قد يؤدي إلى آثار سلبية، سواء على صحته أو على تقبله لهذه العبادة مستقبلاً. لذلك، ينبغي أن يكون أسلوب التعامل مع الطفل فيما يتعلق بالصيام قائمًا على التوجيه والتشجيع لا على الفرض والإلزام.
والأفضل البدء في تعريف الطفل بالصيام من سن مبكرة، كالسابعة من عمره، بحيث يكون التدريب تدريجيًا ومتناسبًا مع قدرته البدنية. فمن الممكن أن يبدأ بالصيام المتقطع، مثل الصيام حتى وقت الظهر أو العصر، أو الامتناع عن الطعام مع السماح له بالشرب، خاصة إذا كان الجو حارًا أو كان الطفل غير معتاد على الصيام. ويمكن للوالدين استخدام أساليب تحفيزية، كتشجيعه بكلمات طيبة، أو تقديم مكافآت رمزية، أو جعله يشارك في أجواء رمضان الأسرية، مثل إعداد وجبة الإفطار، ليشعر بحلاوة الشهر الفضيل.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الآباء والأمهات أنهم يُلزمون أبناءهم الصغار بالصيام، ويعاقبونهم إذا أفطروا، أو يمنعونهم من الأكل والشرب بشدة، ظنًا منهم أن ذلك يعوّدهم على العبادة. ولكن هذا الأسلوب قد يؤدي إلى نتيجة عكسية، إذ قد يربط الطفل الصيام بالمشقة والمعاناة، مما يجعله ينفر منه مستقبلاً. في المقابل، فإن الأساليب اللطيفة، مثل الحوار مع الطفل حول أهمية الصيام، والثناء على محاولاته، وإشراكه في روحانية الشهر، تجعل الصيام تجربة إيجابية بالنسبة له.
كذلك من الوسائل الفعالة في تشجيع الأطفال على الصيام أن يكون الوالدان قدوة حسنة لهم، فالطفل بطبيعته يحب تقليد والديه وإخوته الكبار. كما يمكن استثمار القصص القرآنية والسيرة النبوية في توضيح فضل الصيام، مثل الحديث عن صيام الصحابة وهم صغار، وكيف كانوا يصبرون على الجوع والعطش حبًا لله تعالى. كذلك، يمكن إعداد جدول متابعة يشجع الطفل على الصيام، بحيث يحصل على نجمة أو مكافأة عند إتمام جزء من الصيام، مما يعزز حماسه ورغبته في المواصلة.
صوم الأطفال في شهر رمضان..
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/articles/302487/