عرف المستشار بأنه " خبير محترف يقدم المشورة في مجال معين مثل الأعمال التجارية والتعليم والقانون والامتثال التنظيمي والموارد البشرية والتسويق (والعلاقات العامة) والتمويل والرعاية الصحية والهندسة والعلوم والأمن (إلكترونيًا أو ماديًا)، أو أي من المجالات المتخصصة الأخرى " ، و " عادة ما يكون المستشار خبيرًا أو محترفًا متمرسًا في مجال معين ولديه معرفة واسعة بالموضوع ، ويمكن أن يندرج دور الاستشاري خارج المجال الطبي "
غير أن هذا المصطلح أصبح وسيلة كسب للبعض من المرتزقة الذين نصبوا انفسهم مستشارون إعلاميون بعد أن وجدوا الفرصة متاحة أمامهم لكيل المديح لهذا وذاك مقابل الحصول على وظيفة شرفية أو مبلغ مالي كمكافأة نهاية الموسم .
وزعموا أنهم اعلاميون وناشطون ومستشارون في مجال الإعلام ، وعند البحث عن أعمالهم ونتاجهم فإنك لا ترى لهم عملا سواء في تقارير صحيفة أو أخبار عبر الصحف !
لكنهم يصدقون أنفسهم بانهم اعلاميون فنرى كلماتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي أو مواقعهم في الفيسبوك وغيرها ، فيكتبون تارة باللغة العربية الفصحى ليظهروا أنفسهم كمثقفين ، ثم تراهم يكتبون بالعامية حتى لا يكشفوا فشلهم في كتابة النون بدلا عن التنوين ، وكتابة الألف المقصورة بدلا عن الألف الممدودة ، وكتابة الهاء بدلا عن التاء المربوطة ، وتظهر تصرفاتهم الصبيانية بلغة الهرج والمرج التي توضح حقيقتهم في الحرص على جني أو استجدا المال بطريقة سهلة من الباحثين عن المديح والثناء .
وإن رأينا في السابق دخلاء مزيفون على مهنة الصحافة والإعلام يطلقون علي أنفسهم إعلاميون ، فإننا اليوم اصبحنا نرى مستشارون إعلاميون لا يحملون أي علم أو دراية أو خبرة في العمل الذي يتحدثون عنه ، والأدهى والأمرّ أنهم لم يمنحوا أنفسهم لقب إعلامي بل تجاوزوها ، واصبحوا يسمون انفسهم مستشارين ويعيشون على كذبتهم هذه التي تذكرني بالمقولة التي أطلقها الروائي وكاتب القصص القصيرة والصحفي الروسي فيودور دو ستويفسكي وقال فيها : " لقد كان فيك منذ البداية شيء من الكذب ، ومن كان الكذب بدايته فلابد أن يكون الكذب نهايته " ، فهل سنصدق من كانت بدايته كذبا ؟
ـــــــــــــــــــــــ
للتواصل
ashalabi1380@
ahmad.s.a@hotmail.com
التعليقات 1
1 pings
رضا عجيمي
05/05/2025 في 10:05 ص[3] رابط التعليق
فعلا استاذ أحمد … المستشار الحق لا يُنصّب نفسه، بل تُنطَق خبرته ويشهد له تاريخه. مؤسف أن يُختزل هذا اللقب الرفيع في مجرد بطاقة أو مجاملة موسمية! مقال عميق لامس الحقيقة أخي أحمد حلبي، فقد عودتنا على الطرح الصادق والكلمة الوازنة.