لمَّا تعَاظَمَ فينا الحِقدُ وانْتَشَرا
لم يُبْقِ في حائطِ الذّكرى لنا صُوَرا
يا (ذئبَ فيروزَ) لا تَنْدَهْ على أحدٍ
قد يُصبحُ الموتُ منجاةً إذا كَثُرَا
زاحوا الرَّمادَ فكان الجمرُ مُشتعلاً
من ألفِ عامٍ يُوَفّي للعِدَا نُذُرا
كم سَاءَهُمْ مَنْطِقُ الأعوادِ إن جُمِعَت
فَفَرَّقوا العُودَ عن أهليهِ فانْكَسَرا
أنا وأنتَ وهذي الأرضُ دائرةٌ
وأجْزَلُ العَفوِ يُعطيهِ الذي اقتَدَرا
أمدُّ كفّي مُشتاقاً فلي وطنٌ
أسْتَحْيِي مِنْهُ غداةَ اختارَنا سُفَرا
وبيننا لو ذكرتَ الأمسَ مُعتَدِلاً
خُبزٌ ومِلحٌ .. فهل يَرعى الكريمُ قِرى؟
وكَمْ حَمَلتُكَ آهاتٍ وتَحمِلُني
إنْ نامَ وَاحِدُنَا يَحميهِ مَن سَهِرا
مفتاحُ بَيْتِكَ مفتاحانِ في سَفَرٍ
أسْقِي غِرَاسَكَ حتّى تَقضيَ السَّفَرَا
وكم أمِنْتُكَ في أهلي وفي وَلَدِي
فَكُنتَ أنْبَلَ مِمّا كنتُ مُنْتَظِرَا
وقد تكرَّر هذا الموتُ .. نُدرِكُهُ
فكيفَ لم نتَّعِظْ مِمّا هناك جَرى؟!!
إنْ شِئتَ قتليَ دَارِ العين عن نَظَري
قد تُجْفِل النفسُ في مِرآتِها الأثَرَا