رغم الاهتمام الكبير الذي توليه حكومتنا الرشيدة والمؤسسات المختصة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، والعمل على تمكينهم وإشراكهم في الحياة العامة بكل يسر وسهولة، إلا أن بعض الأفراد للأسف لم تصلهم هذه الرسالة بعد. بل إن الأنانية وغياب الإحساس بالمسؤولية تدفع البعض إلى استغلال الامتيازات المخصصة لذوي الإعاقة، خاصة فيما يتعلق بمواقف السيارات.
نشاهد بين الحين والآخر تصرفات مؤسفة من بعض الأشخاص الأصحاء، حيث يستغلون مواقف ذوي الإعاقة عند المساجد والأسواق والمراكز العامة، على الرغم من أن عدد هذه المواقف محدود جدًا، ما يفاقم معاناة ذوي الإعاقة نفسيًا وجسديًا أثناء بحثهم عن بدائل.
لقد أصبح من المألوف أن يتعدى بعض المصلين أو الجيران على تلك الأماكن، ويقفون فيها لساعات، بل لأيام في بعض الأحيان، دون مراعاة لحقوق هذه الفئة الغالية. والأسوأ أن البعض منهم لا يكون في وقت صلاة، ولا يملك عذرًا حقيقيًا يمنعه من الوقوف في مواقف عامة بعيدة.
إن هذا التصرف غير حضاري ولا إنساني، ويتنافى مع القيم الدينية والاجتماعية، ويمنع ذوي الإعاقة من الوصول إلى المساجد أو الأماكن العامة بسهولة وكرامة.
ونؤكد أن الوقوف في أماكن ذوي الاحتياجات الخاصة دون وجه حق يُعد مخالفة أخلاقية ومرورية، ويمكن الإبلاغ عنها عبر تطبيق #كلنا_أمن.
لذا، نهيب بالجميع أن يكونوا عونًا وسندًا بعد الله لهؤلاء الأحبة، باحترام أوضاعهم الصحية، وترك المواقف المخصصة لهم، حتى يتمكنوا من أداء صلاتهم وقضاء حاجاتهم بسهولة. ومن واجبنا أيضًا نشر الوعي، وتذكير الآخرين بأهمية احترام هذه الحقوق، لأن المجتمع المتحضر يُقاس برعايته للفئات الأضعف، وهو مظهر من مظاهر الرحمة والمسؤولية.
قال الله تعالى: "وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا" [الإسراء: 37] إشارة إلى النهي عن الكِبر والتعدي على حقوق الآخرين. وقال النبي ﷺ: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره" [رواه مسلم].